من أسباب دخول النار: النفاق

والنوع السابع: هو النفاق -نعوذ بالله من النفاق- وهو أن يكون كافراً بقلبه, ويظهر للناس أنه مسلم، وهذه هي المصيبة العظمى, كافر بقلبه، ويظهر للناس أنه مسلم، وإما بقوله أو بفعله، وهذا صنف أعظم كفراً من الكفار, ولذلك كانت عقوبة أصحابه أشد، فهم في الدرك الأسفل من النار؛ وذلك لأن كفرهم جامع بين الكفر والخداع والاستهزاء بالله وآياته ورسوله، قال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة:8] ماذا يفعلون؟! {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [لبقرة:9 - 10].

وللنفاق علامات كثيرة:-

العلامة الأولى: الشك فيما أنزل الله، وإن كان يظهر للناس أنه مؤمن, ومنها كراهة حكم الله ورسوله.

العلامة الثانية: أن المنافق يكره ظهور الإسلام وانتصار أهله، ويفرح بخذلانهم.

العلامة الثالثة: أن المنافق يحب أن تظهر بين المسلمين الفتنة, ويحب تفريق المسلمين.

العلامة الرابعة: لمز المؤمنين وعيبهم في عباداتهم، مثل الذين يستهزءون بأهل اللحى, هذه مصيبة -أيها الإخوة في الله- الذين يستهزءون بأهل اللحى، يسمونهم موسوسين، يقولون: (يا أبو لحية التيس!) (يا أبو المكنسة!) يا ويلهم مما أمامهم يوم القيامة.

أكرر ذلك ولو حصل لي أن أكرر ذلك بعد كل الفروض من الصلاة لكررت ذلك؛ لأن الأمر عظيم، ووقع فيه الكثير من الناس, حتى إن بعض الناس أصابهم حيرة وشك في دينه، من الذين يرددون هذه العبارات لا كثرهم الله, يستهزءون بأهل اللحى ويسمونهم: موسوسين، أو يستهزءون بالذين يقتدون بالرسول صلى الله عليه وسلم, الذين يلبسون الثياب القصيرة، فإنهم يسمونهم: متزمتين رجعيين، ويتسهزءون بالمرأة المتحجبة -مع الأسف الشديد- المتمسكة بدينها فيسمونها: رجعية أو متزمتة, نسأل الله العفو والعافية, إذا لم يتوبوا فيا ويلهم مما أمامهم!

فيا أخي المسلم، ويا أختي المسلمة: الله الله بالتمسك بأهداب الدين الحنيف، ولا يلتفتوا إلى المنافقين أعوان الشياطين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون.

العلامة الخامسة: ثقل الصلاة والتكاسل عنها, قال الله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً} [النساء:142] فهم يصلون لكن بصفتهم هذه -نسأل الله العافية- فلا يقومون إليها إلا وهم كسالى, ومع ذلك يراءون الناس، جمعوا بين الأعمال الخبيثة وبين الرياء والنفاق وبين التكاسل عن طاعة الله عز وجل.

فتش عن نفسك -يا عبد الله- هل أنت من هؤلاء؟ فبادر إلى الله بالتوبة النصوح واستعن بالله، وبادر إلى طاعة الله عز وجلَّ, وإن لم تكن منهم فاحمد الله عز وجلَّ, يقول نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم: {أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر} أسأل الله العافية، أجل.

الذين لا يعرفون الصلاة إلا في رمضان, لا يعرفون صلاة الفجر إلا في رمضان, وبعضهم ينزل ويرتحل ما رئي في المسجد أبداً, يا ويلهم مما أمامهم إن ماتوا من غير توبة, هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {أثقل الصلاة على المنافقين: صلاة العشاء وصلاة الفجر}.

العلامة السادسة: أذية الله ورسوله والمؤمنين.

العلامة السابعة: أنه إذا وعد أخلف، وإذا حدث كذب, وإذا عاهد غدر, وإذا خاصم فجر.

فهذه طائفة من علامات المنافقين, ذكرناها للتحذير منها, ولتطهير النفس من سلوكها, اللهم إنا نعوذ بك من النفاق, ومن أعمال المنافقين.

وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015