إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي, ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فيا عباد الله! حققوا إيمانكم بالله.
أمة الإسلام: إن الإيمان ليس بالتمني ولا بالتحلي، ولكن الإيمان ما وقر في القلب ورسخ فيه، وصدقته الأعمال بفعل الطاعات واجتناب المعاصي.
إن كل واحد يستطيع أن يقول: أنا مسلم، بل يرتقي إلى أعلى ويقول: أنا مؤمن، كل واحد يستطيع أن يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.
المنافقون -وهم في الدرك الأسفل من النار- يذكرون الله المنافقون يأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون: نشهد أنك لرسول الله المنافقون يحلفون للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إنهم لمنهم وما هم منهم، ولكن كل هذه الشهادات والأيمان لم تنفعهم فهم في الدرك الأسفل من النار، تحت كل مشرك ودهري ويهودي ونصراني؛ لأن هذه الشهادات والأيمان لم تصدر عن يقين وإيمان, ولا عن قبول وإذعان، فقد أخبر بذلك علام الغيوب، فقال وقوله الحق: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة:8] فالإيمان عقيدة راسخة قبل كل شيء، تنتج قولاً سديداً وعملاً صالحاً الإيمان عقيدة راسخة تنتج الحب لله ولرسوله، والإخلاص في توحيد الله واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم.
أمة الإسلام: إن الإيمان جد وعمل, ومثابرة ومصابرة, وحبس للنفس على ما تكره من طاعة الله، ومنع لها عما تحب من معصية الله.