كيف يدلنا على محبة رسول الله؟ كيف نستدل على محبة رسول الله؟ هل بلفظ: (صلى الله عليه وسلم)؟ لا تكفي هذه، بل من علامات محبته صلى الله عليه وسلم: إيثار رضاه، والعمل بشريعته، والنصر لسنته المطهرة، والتأسي به في شمائله وسيرته الكريمة المباركة النيرة، وتنحصر في: طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر، هكذا يحصل حب الرسول صلى الله عليه وسلم، أما المحبة السطحية، أما المحبة التقليدية، أما المحبة العلة الزائفة، فتلك دعوة باطلة، وعلة لا تروج، وتبجح كاذب؛ لأن صاحبها يترجم الحجة على صحة دعواه وحقيقة ما ادعاه.
والله يقول: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ} [التغابن:12].
كذلك يقول في المتحابين في جلاله: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ * يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} [الزخرف:67 - 68] من هم؟ {الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ} [الزخرف:69] يقال لهم يوم القيامة: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ} [الزخرف:70].
اللهم وفقنا لمحبتك ومحبة رسلك وأوليائك وعبادك الصالحين.
اللهم أغث قلوبنا بالإيمان، اللهم اقشع عنها غيوم الغفلة يا رب العالمين، اللهم أيقظنا من سِنَةِ الغفلة، اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه في الدنيا والآخرة.
وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.