الحمد لله الدائم بلا زوال، القائم بعميم الفضل والنوال، والمتصرف في عباده باختلاف الأحوال، المتوحد بالعظمة والجلال، والمنفرد بالقدم والبقاء والزمان، المتعالي عن الأسباب والأمثال، لا إله إلا هو الكبير المتعال.
أحمده حمداً يحفظ النعم عن الزوال، وأشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له شهادةً تبلغ نهاية الآمال، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل وهو لا ينطق عن الهوى: {ألا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم}.
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد الهادي من الضلال، والداعي لأشرف الخلال، المرشد إلى صالح الأعمال، والمحذر من الجحيم، والمبشر بالنعيم المقيم الذي ليس له زوال.
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فيا عباد الله: عليكم بتقوى الله؛ فإن بها تنال الدرجات، وتزكو الأعمال، فمن ذلك الحب في الله والبغض في الله فهو أوثق عرى الإيمان، يا لها من كلمة قد نسيناها! قد اندثرت على مدى الزمان، وعلى طول الأعوام: الحب في الله والبغض في الله.