أيها الإخوة: مشهد عظيم يصفه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: {يعرق الناس حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم} لماذا يا رسول الله؟! اسمعوا الخبر يا عباد الله! لأن الشمس قد أدنيت منهم بمقدار ميل، فيكون الناس في العرق على قدر أعمالهم، فمنهم من يبلغ إلى كعبيه، ومنهم من يبلغ إلى أنصاف ساقيه، ومنهم من يبلغ إلى ركبتيه، ومنهم من يبلغ إلى حقويه، ومنهم من يلجمهم العرق إلجاماً، قال الله تعالى: {وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحج:47].
لا إله إلا الله! رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق، والنار حق، والساعة آتية لا ريب فيها فمن حقق ذلك دخل الجنة على ما كان له من عمله.
أيها الإخوة! يا أهل لا إله إلا الله! يا خير أمة أخرجت للناس! يا أمة محمد! الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لنستعد لذلك اليوم العظيم، يوم القيامة، والوقوف بين يدي الله عز وجل، لعل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من الذين يعبرون على الصراط.