وكذلك أوامر الإسلام كلها عدل لا حيف فيها ولا ظلم، فما أمر بشيء إلا وهو خير صالح أو راجح، وما نهى عن شيء إلا وهو شر خالص أو ما تزيد مفسدته على مصلحته.
كلما تدبر العاقل اللبيب الإسلام وأحكامه قوي إيمانه وإخلاصه، وعندما يتأمل ما يدعو إليه هذا الدين يجده يدعو إلى مكارم الأخلاق، والصدق والعفاف، والعدل وحفظ العهود، وأداء الأمانات، والإحسان إلى الأيتام والأرامل والمساكين، وحسن الجوار، وإكرام الضيف، كما يدعو إلى تحصيل التمتع بلذائذ الحياة -الحلال- التي أحلها الله من الطيبات، أحل ذلك التمتع بقصد واعتدال قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا} [الأعراف:31].
كما أن الإسلام يدعو إلى البر والتقوى، وينهى عن الفحشاء والمنكر، وينهى عن الظلم والإثم والعدوان، فهو دين كامل لا يحتاج إلى قوانين وضعية، ولا يحتاج إلى أفكار منحرفة، دين كامل لا يأمر إلا بما يعود على العالم بالسعادة والفلاح، ولا ينهى إلا عما يجلب الشقاء والمضرة للعباد.
تباً ثم تباً لأعداء الشريعة الإسلامية الذين يظنون بالشريعة ظن السوء، عليهم دائرة السوء واللعنة، يؤلهون الطبيعة وينسبون إليها النظم الوضيعة، ويزعمون أن هذا الوجود خلق نفسه وكون أجزاءه العليا والسفلى، وينكرون وجود الله عز وجل، فليس العجب من هلاكهم، والله ثم والله ليس العجب من هلاكهم؛ ولكن العجب والأسف على من احتذى حذوهم من الذين يدعون الإسلام!!
ينكرون وجود الله عز وجل الذي خلق كل شيء فقدره تقديراً، فياله من جحود عنيد آثم! ووالله ثم والله لن تأتي الصدف بهذه المخلوقات في الأرض والسماوات، ولا يجوز شرعاً ولا عقلاً أن تكون هذه العوالم أوجدت نفسها! بل أوجدها الله، يا أمة الإسلام! يا أهل العقول السلمية! يا أهل الفطر المستقيمة! لا يجوز شرعاً ولا عقلاً أن تكون هذه العوالم أوجدت نفسها! بل أوجدها الله الذي رفع السماء بغير عمد نراه، وبسط الأرض على تيار الماء، فلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ولا إله إلا الله مخلصين له الدين، ولا نعبد إلا إياه ولو كره الشيوعيون، ولو كره الملحدون، ولو كره اليهود والنصارى والمبشرون.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونور قلوبنا بنور الإيمان، اللهم نور قلوبنا بنور الإيمان، وأرحنا من شرور أنفسنا والشيطان، ووفقنا لطاعتك وجنبنا الكفر والفسوق والعصيان، والحكم بغير ما أنزلت يا رب العالمين.
وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.