ثم احذروا يا عباد الله -أيضاً- من جريمة أخرى، وهي جريمة الزنا، وهي التي قرنها الله جلَّ وعلا بالشرك، وقتل النفس في محكم البيان.
جريمة الزنا حذرنا الله منها في محكم البيان، فهي في غاية من القُبح والفُحش، وهي عمل إجرامي خطير، وجرثومة فتاكة، ووباء شره مستطير، ما حل في أمة من الأمم إلا دهورها وأرداها إلى الحضيض.
نعم.
إنها جريمة الزنا، عارٌ في الدنيا، وعذاب في البرزخ، جريمة الزنا عذاب في النار في الآخرة، يقول الله تعالى في محكم البيان عن شناعة هذه الجريمة: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [الإسراء:32].
عباد الله: لنتساءل: ما الذي يدعو إلى الوقوع في جريمة الزنا؟!
إن من أسباب ودواعي الزنا:
تبرج النساء بالأسواق وخروجهن متعطرات.
ومن دواعي الزنا: اختلاط الرجال بالنساء بدون محرم، واسمعوا إلى هذا الأثر الذي ورد في بعض الأخبار: الزناة معلقون بفروجهم في النار، يُضربون بسياط من حديد، فإذا استغاثوا من الضرب نادتهم الزبانية: أين كان هذا الصوت وأنت تضحك، وتفرح وتمرح ولا تراقب الله، ولا تستحي من الله.
عباد الله: الشريعة الإسلامية جاءت بأحكام صارمة على الزناة، وصدرت الأحكام الربانية على من ارتكب هذه الجرمية، وهي: إن كان بكراً ولم يتزوج فإنه يُجلد مائة جلدة، ويُغرب عن البلد، سواء بذلك الذكر أم الأنثى، وإن كان محصناً وإن كان قد طلق زوجته فإنه يُرجم بالحجارة حتى يموت، وكذلك المرأة إذا كانت ثيباً، وارتكبت جريمة الزنا فإنها تُرجم بالحجارة حتى تموت.
من دواعي الزنا وهي كثيرة: مشاهدة الأفلام الخليعة، التي يوجد فيها النساء العاريات.
ومن دواعي الزنا: استماع الأغاني الماجنات.
ومن دواعي الزنا: قراءة القصص الغرامية، وقراءة المجلات السخيفة، التي تحمل صور النساء العاريات.