ثم يا عباد الله! ثم يا أمة الإسلام! اعلموا أن هذه الأسس التي أُسس عليها الإسلام هي أسس متلازمة، ووحدةٌ متماسكة، فحقيقة الدين الإسلامي أنه إيمانٌ بالله وبرسوله، وتوحيد الله، وإخلاصٌ لله، وزكاةٌ، وصلاةٌ، وصومٌ، وحجٌ، وفعلٌ للواجبات، وتركٌ للمحرمات، وامتثالٌ للأوامر، واجتنابٌ للنواهي، ومحبةٌ لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ومحبةٌ لعباد الله المؤمنين، وبغضٌ لما يبغضه الله ورسوله من الكفر والفسوق والمعاصي، فالحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان، وهو من أحب الأعمال إلى الله تعالى، وقد أخبر الله جلَّ وعلا أنه لا يجتمع إيمانٌ بالله ومحبة من عصى الله ورسوله ولو كان من أقرب الناس كالأب والابن والأخ والعشيرة، قال الله جلَّ وعلا: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ} [المجادلة:22].