الحمد لله رب العالمين، أحمدك اللهم وأشكرك على نعمة القرآن العظيم، وأشهد أن لا إله إلا أنت بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام، جلَّ رباً وتعالى ملكاً {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء:23] خلق فسوى، وقدّر فهدى، وأنزل على عبده ورسوله محمد: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء:9] وأشهد أن محمداً عبده رسوله، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فيا عباد الله! اتقوا الله تعالى وأطيعوه، فلقد أنعم الله عليكم ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم حيث أنزل الله عليه القرآن الذي هو أكبر معجزات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولقد أتم الله نعمته الكبرى التي قشعت ظلام الجهل والشرك، نعمة الإسلام التي أخرج الله بها العباد من ظلمات الجهل والضلال، من عبادة العباد إلى نور الإيمان، إلى نور العلم والهدى، إلى الهداية السعيدة، إلى عبادة الواحد الديان.
يا عباد الله! إنه الكنز العظيم وإنه القرآن العظيم {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [إبراهيم:1].