لا تيئسوا -يا عباد الله- ولا تستبعدوا فإن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء، لا تقل: هذا حالق لحيته، لا.
إنه حالق لحيته، ولكنه يصلي ومسلم.
أخبره أن حلق اللحية حرام، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بإعفائها.
ثم أخبره -يا أخي- أن ترك الشارب معصية لله ولرسوله، وقد ورد في الحديث: {من لم يأخذ من شاربه فليس منا}.
أخبره -يا عبد الله- أن حلق اللحية حرام حتى يعرف ويعلم ذلك، البعض من المسلمين لا يدري أن حلق اللحية حرام، اسأل الله أن يهديه إلى الطريق المستقيم؛ حتى يعرف أن حلق اللحية حرام ويتصل بالعلماء الناصحين ليخبروه عنها وعن دلائل ذلك في كتاب الله وسنة رسوله.
البعض من المسلمين لا يدري أن الإسبال حرام، فأخبره -أيها الداعي إلى الله- أن الإسبال حرام، وإن قال: أنا لا أسبل إلا زينة، فأخبره أن ما أسفل الكعبين ففي النار، هكذا يقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم: {ما أسفل الكعبين ففي النار}.
أخبر أخاك المسلم أن الغناء حرام، واستماعه حرام، وثمنه حرام، واستئجار المحل له حرام، وثمن الأجرة حرام، أخبر أخاك -أيها الداعية- أن هذا حرام، البعض من الناس لا يعلم ذلك.
أخبر يا عبد الله، أيها الداعي إلى الله، أخبر أهل الموائد إذا خلصوا من مائدتهم وهم يضعونها في برميل الزبالة أن هذا كفران لنعمة الله تعالى، وما أكثر هذا ولكن أين الدعاة الذين يبصِّرون عباد الله ويخبرونهم أن وضع النعم في الزبائل أنه كفران لنعمة الله عز وجلَّ، أو لا يعلمون أن أناساً من المجاورين لو حصلت لهم لأكلوها، وهي مختلطة مع الزبائل؟ ولكن لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!
أيها الداعي إلى الله: قم بواجبك، قم بوظيفة المرسلين واسمع قول الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقدم لـ علي رضي الله عنه: {فوالله لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم}.
يا عبد الله: انظر إلى جارك الذي لا يحضر المسجد وأعلمه أن تارك الصلاة كافر، وأخبره أنه لو مات على كفره أن المسلمين لا يصلون عليه ولا يدفنونه في مقابر المسلمين.
أخبر جارك -أيها الداعية إلى الله- أخبره أن تارك الصلاة كافر، وأن امرأته إن كانت مسلمة، فهي حرام عليه، ولو طلبت طلاقها لطلقت منه، بل لا يحل لها أن تمكث معه وهو كافر لا يصلي.
عبد الله أيها الداعي إلى الله: أخبر تارك الصلاة أنه لا يرث ولا يورث ولا يدفن في مقابر المسلمين، أخبره أنه لا يغسل ولا يكفن، بل يوارى بعيداً عن بلدان المسلمين، إذا مات هذا تاركاً الصلاة.
عبد الله أيها الداعية: أخبر المرأة المتبرجة أنها بتبرجها عاصية لله ولرسوله، وأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {صنفان من أهل النار لم أرهما -وذكر من هذا الصنف-: نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، وإنهن لا يجدن ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا} أو كما قال صلى الله عليه وسلم.