الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، الداعي إلى صراط الله المستقيم، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
أيها المسلمون: اتقوا الله عَزَّ وَجَلّ، اتقوا الله عز وجل وأطيعوه.
أمة الإسلام! إنه لا يخفى عليكم في هذه الأزمان المتأخرة ما يحل بالمجتمع البشري من إحداث البدع ونشر الشر والفساد الذي سار في الأبدان والقلوب والأفكار، إنها مصائب تتلوها مصائب، موجات إلحاد تتجاذبها عواصف تبشير تزيد تدميرها مع ما يفتح أمامها من المغريات الخبيثة التي يرسلها أعداء الإسلام وأعداء المسلمين في كل مكان بواسطة أحزاب الشيطان وجنوده من الجن والإنس من الشرور والفساد، وفتح سبل جائرة ومنحازة عن الحق ومجانبة للصواب، المجتمع البشري في الأزمنة المتأخرة يتخبط في ظلمات حالكة مدلهمة يحتاج فيها إلى الدعوة إلى الله عز وجلَّ وإلى سبيله العادل وصراطه المستقيم.