يا عباد الله: لا ننسى المصيبة التي ابتلي بها الكثير، وهي الجريمة الخفية التي تفتك بالأموال، وتفتك بكثير من الناس، ألا وهي (القات) -وإن لم يرضَ البعض من الناس- القات الذي أذهب حياة كثير من الناس، وذهبت بسببه الأموال، وبعضهم صار عالة على المجتمع بسبب أكل هذا القات؛ لأنه إذا حصَّل قليلاً من المال ذهب سريعاً حتى يجعله في هذا القات، ووالله ثم والله إن بعضهم حضر عندي يبكي، يقول: أريد أن أقتني مسكناً لأولادي، وعجزت أن أقتني لي مسكناً، وقد حصلتُ على كثير من الأموال، ولكني أذهبها بالقات، أذهب الله القات، وقطعه الله عن أراضي المسلمين.
القات -يا عباد الله- الذي يصد الكثير عن الصلوات، فكان بعضهم إذا خَزَّن وأكل القات يترك خمس صلوات والعياذ بالله، نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة.
والله إن كل منصف إذا تحدث عن القات، فبعضهم ولله الحمد عرفه، وعرف مضاره وتركه، فهو يتحدث بصدق.
فمن أراد أن يستنصح، فليسأل الذين كانوا يستعملون القات وتركوه، ليعرف ما فيه من المضرة، ومن انتهاك الأموال التي جعلت من يأكله عالة بين المجتمع -نسأل الله العفو والعافية- جعلته يتسول، ويستعمل المسألة التي نهى الله عنها ورسوله صلى الله عليه وسلم حيث قال: {لا تزال المسألة بأحدكم حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مُزعة لحم} وإذا سألت بعضهم وقلت: لماذا، أنت رجل جَلْد ونشيط وقوي؟ قال: القات أذهبه الله أكل أموالنا، فنسألك اللهم العفو والعافية في الدنيا والآخرة.
عباد الله: أستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، وأسأله بمنه وكرمه أن يحسن لنا الختام، وأن يتوفانا على الإسلام.
اللهم أحينا مسلمين، وتوفنا مسلمين.
اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، واغننا بفضلك عمن سواك.
اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد.