وهكذا طالب العلم الصالح، يؤسس نية صالحة أنه يعمل بعد تخرجه وإدراكه العلم في توجيه الناس إلى الخير؛ في أمرهم بالمعروف، وفي نهيهم عن المنكر، في نصيحتهم، وفي إسداء الخير إليهم، وفي تحذيرهم من الشر، سواء كان موظفاً أو غير موظف، يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى) .
فالوصية: أن نؤسس النية الصالحة، وأن نعمل عن نية صالحة في دروسنا، وفي سائر أعمالنا، نريد وجه الله والدار الآخرة، نريد أن ننفع عباد الله، نريد أن نوجههم إلى الخير حسب طاقتنا، نريد أن نعينهم على الخير، نريد أن نحذرهم من الشر، تعمل وتنصح، تكون قدوة صالحة بالعمل والقول جميعاً، أنت تعمل حتى يُقتدى بك، وتقول وتنصح حتى يُنتفع بقولك، هكذا العالم، وهكذا طالب العلم، وهكذا المؤمن الصادق، يعمل ويقول، ينصح لله، ويدعو إلى الله، ويبشر بالخير، ويحذر من الشر.