Q نرجو من سماحتكم توضيحاً مفصَّلاً قدر الإمكان إلى موضوع البدعة، ومتى يكون العمل بدعةً، ومتى يكون سنة حسنة؛ لأن هذا الموضوع يسبب اختلافات كثيرة بين المسلمين؟
صلى الله عليه وسلم ليس في البدع شيء حسن، كلها ضلالة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كل بدعة ضلالة) وهو الإمام العادل عليه الصلاة والسلام، وهو المعلم المرشد عليه الصلاة والسلام، قال: (كل بدعة ضلالة) .
فلا يجوز لأحد أن يقول: إن بعض البدع ليس بضلالة، فإن هذا معناه الرد على الرسول صلى الله عليه وسلم، ومعناه مخالفة له عليه الصلاة والسلام، فالذين قالوا: إن البدع أقسام قولهم ليس بصحيح.
فالبدعة كلها ضلالة، ومما زعموا أن من البدع ما يجب، كجمع المصحف الكريم، فليس هذا من البدع، بل هذا من ضبط القرآن، والعناية بالقرآن، ومما شرعه الله عزَّ وجلَّ.
فالحاصل أنه ليس في البدعة شيء حسن، فكلها ضلالة، كما قاله المصطفى عليه الصلاة والسلام: (كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة) والتقسيم غير جائز وغير وارد.
وأما ما يروى عن عمر أنه قال في التراويح: [نعمت البدعة هذه] فالعلماء قالوا فيها: إن المراد أنها بدعة من جهة اللغة؛ لأن أهل العربية كل شيء على غير مثال سابق يُسمونه بدعة، فليس مقصوده أنها بدعة في الدين، ولكن جمعه للناس على إمام واحد بعدما كانوا متفرقين، إنه بدعة من جهة اللغة، وإلا فليست بدعة، بل هو سنة، فالتراويح فعلها النبي صلى الله عليه وسلم، وفعلها الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، فهي سنة مؤكدة وليست بدعة.