فينبغي أن يعلم المؤمن أنَّه ليس لنا إلا عيدان: عيد الفطر وعيد الأضحى، هذه أعياد المسلمين: فيها الاجتماع على صلاة وذكر، وعبادة لله عزَّ وجلَّ.
عيد الفطر بعدما يسر الله لنا صيام رمضان ومنَّ علينا بصيامه وقيامه جاءت صلاة العيد، والفطر في عيد الفطر شكراً لله عزَّ وجلَّ على ما أنعم به سبحانه وتعالى من نعمة الصيام والقيام.
ولنا عيد الأضحى بعدما منَّ الله على المسلمين بحج بيته الحرام، وما شرع لهم في أيام العيد من الذكر والتكبير، وما حصل في أيام الحج من إكمال الدين، وتمام الدين، حيث أنزل سبحانه في يوم عرفة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} [المائدة:3] فجائزة النحر شكراً لله عزَّ وجلَّ على ما أنعم به من نعمة الإسلام ونعمة إكمال الدين، وما شرعه الله لنا في أيام الحج من العبادات، وفي عشر ذي الحجة من الذكر والتكبير والتعظيم لله عزَّ وجلَّ، هو عيد مثل الأيام، وهي أيام الحج كلها أعياد، كلها أيام ذكر ودعاء، وأيام تقرب إلى الله سبحانه وتعالى، يوم عرفة، وأيام التشريق كلها عيد للمسلمين، فيها الاجتماع على طاعة الله، من الوقوف بـ عرفة، ومزدلفة، ومن رمي الجمار، ومن ذبح الهدايا، ومن ذكر وتكبير، كلها قربات لله سبحانه وتعالى، وكلها فضل من الله علينا جلَّ وعَلا، أما أعياد جديدة تستحدث وتبتدع فليس لها أصل في دين الله عزَّ وجلَّ، ولا يجوز إقرارها، ولا الدعوة إليها، ولا الرضا بها والله المستعان.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ونسأل الله عزَّ وجلَّ أن يرزقنا وإياكم الفقه في الدين والثبات عليه، وأن يعيذنا جميعاً من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وأن يعيذنا من البدع جميعاً، وأن يهدي المسلمين لاتباع سنة نبيه، والاستقامة على دينه، والحذر مما أحدثه المحدثون، والله جلَّ وعَلا أمرنا بالاستقامة على دينه، وحذرنا من البدع والمخالفات، فعلينا أن نستقيم على دينه، {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران:31] .
ويقول سبحانه: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر:7] .
إنه تعالى جواد كريم.
وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.