علاج ضعف الوازع الروحي أمام زحف المادة

Q ما رأي سماحتكم في ضعف الوازع الروحي والوجداني أمام زحف المادة، وضعف رسالة المساجد؟

صلى الله عليه وسلم هنا المقام يحتاج إلى توعية، الضعف يجب أن يعالج بالبيان، وبكثرة المرشدين، وكثرة الخوف من الله والرغبة في طاعته سبحانه وتعالى، فإن المادة قد تضل الإنسان، وينبغي أن نذكر أن المال لا قيمة له إذا لم يكن على طاعة الله: {كَلَّا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق:6-7] {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} [التكاثر:1-2] عن قريب يزور المقابر ويشرف على عمله، ويندم غاية الندامة على ما فرط فيه.

فلا ينبغي للعاقل أن يغتر بالمال، وسعته، أو بالوظيفة، أو ما أشبه ذلك، فإنه تاركها وذاهب، وسيسأل عن عمله، وما قدم لآخرته.

كذلك يجب التوجيه والإرشاد للمسلمين، وتذكيرهم بالله، والوقوف بين يديه، وأنهم سوف يسألون عما قدموا وعما أخروا: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر:82-93] فكثرة الأموال، وقلة العلم، وكثرة الجهل، وجلساء السوء، كلها عوامل شر يجب أن تعالج، ويجب أن ينظر فيها، حتى يكثر الخير ويقل الشر، وحتى يعلم الناس أن أموالهم لا تغني عنهم شيئاً إذا لم يستعملوها في طاعة الله ومرضاته، وحتى يتعلموا ويتفقهوا في دينهم، وحتى يحذروا من جلساء السوء، وبطانة السوء، وحتى يحرصوا على أصحاب الخير، وهناك بحمد الله حياة ونشاطٌ في هذا العصر، وقبل سنوات في آخر القرن الماضي وأول هذا القرن هناك والحمد لله نشاط في الشباب وطلاب العلم.

وفي كثير من الناس، بسبب ما يسمعون من المواعظ في الإذاعة وغيرها الإذاعة، وفي الصحافة وغيرها، وفيما يجدونه من كتبٍ ومؤلفاتٍ كثيرة من بعض أهل الخير، وهنا والحمد لله نشاطٌ كبير في بلدان كثيرة وبأعداد كثيرة، نسأل الله أن يثيبهم خيراً، وأن يسهل للناس من يعينهم على الخير، ومن يشجعهم على أسباب النجاة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015