المقدم: شكراً معالي الوزير، يبدو أن الاتصالات مستمرة ونأخذ هذا الاتصال تفضل أخي: المتصل: السلام عليكم.
المقدم: وعليكم السلام يا أخي تفضل.
المتصل: معالي الشيخ عظم الله أجركم.
الشيخ: الله يعفو عنا وعنه ويخلف على المسلمين خيراً المتصل: نرجو منك معالي الوزير أن تحدثنا عن علاقتك مع سماحة الشيخ وجهوده رحمه الله في داخل المملكة وخارجها في نشر الدعوة سواء كانت الوزارة أيام ارتباطها بسماحة الشيخ أو بعد انفصالها عنه؟ المقدم: شكراً أخي الكريم! حقيقة معالي الشيخ إذا تكرمتم ودمجتم هذا مع منهجه رحمة الله عليه في الدعوة إلى الله لأن هذا في الحقيقة مهم إلى جانب جهوده المعروفة.
الشيخ: نجيب السائل أولاً وهو سؤال مهم، جهود سماحة الشيخ في الدعوة إلى الله ليست قريبة لكنها منذ عهد مبكر، فقد جمع رحمه الله بين العلم والعمل والدعوة إلى الله والاهتمام بأمور الدعاة، حينما كان في التدريس والتعليم والقضاء، ثم بعد أن انتقل إلى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة كان له جهد كبير في تأهيل الدعاة نجد مئات بل آلاف الدعاة المنتشرين في مختلف أنحاء العالم ممن درسوا على سماحته في الجامعة الإسلامية في المدينة تأثروا بمنهجه وبطريقته، وبعد أن انتقل إلى رئاسة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد كان له الجهد الكبير فيما يتعلق بتعيين الدعاة، وفيما يتعلق بعون الدعاة، لدينا عدد كبير من الدعاة كانت لهم صلة مستمرة بسماحته ينفق عليهم ييسر أمورهم يهتم بقضاياهم يعينهم في مدارسهم في جمعياتهم.
أما فيما يتعلق بمنهج سماحته رحمه الله في الدعوة إلى الله فهو منهج إسلامي المنهج العدل المنهج الوسط المنهج الذي يحرص كل الحرص على حياة الناس بحيث تستقيم كما أراد الله سبحانه وتعالى، وأن يعبد الناس ربهم عبادة حقيقية هذه العبادة التي خلقوا من أجلها {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56] .
الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله تعالى يمثل المنهج السلفي المعتدل الوسط منهج الإسلام الحق الذي يعتمد على النص من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويتابع السلف الصالح، ويبتعد عن الآراء البعيدة وعن النصوص والاجتهادات التي قد تبعد الإنسان عن جو القرآن وعن جو السنة، وعما كان عليه السلف الصالح، هذا المنهج الذي يتسم بالعلم يتسم بالإخلاص لله سبحانه وتعالى يتسم بالرفق باللين بالحرص على مصالح الناس بقضاء حوائجهم، لا شك أن الدعاة بحاجة إلى هذه النماذج في حاجة إلى هذه القدوة، ومنهج سماحته هو المنهج السلفي المعتدل المرتبط بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا المنهج درج عليه والحمد لله علماء المملكة العربية السعودية منذ عهد الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الذي جدد الدين في نفوس الناس وأقام دعوة إصلاحية عظيمة قائمة على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى ما كان عليه السلف الصالح.
طَبَّقَ سماحة الشيخ عبد العزيز من هذا المنهج منهج الإمام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير وعلماء السلف والإمام أحمد والإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أبي حنيفة، الأئمة الذين حرصوا كل الحرص على أن يصبروا على كتاب الله سبحانه وتعالى وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن ينشروا هذا الهدي وهذا الخير؛ لأن رسالة العلماء ليست رسالة علم مجرد؛ ولكنها عمل وسلوك ينقلون هذا العلم ويطبقونه في أنفسهم ويدعون الناس إليه.