الحث على المداومة على الأعمال الصالحة

الحمد لله الذي برحمته يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، أحمده تعالى وأشكره على جزيل العطايا والهبات.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مبدع الخلق وبارئ النسمات، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إلى كل البريات، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم العرض على رب الأرض والسماوات، وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى حق تقواه، وراقبوه مراقبة من يعلم أنه يسمعه ويراه، واجعلوا بينكم وبين عذاب الله وقاية بفعل أوامره والبعد عن زواجره مدة مقامكم، وطيلة وجودكم في هذه الحياة، واشكروه -جلَّ وعلا- أن هداكم للإسلام، ووفقكم لإتمام عدة الصيام، وعلى ما تنعمون به هذه الأيام من أيام عيد الفطر المبارك.

عباد الله: لقد جاءت نصوص الشرع المطهر بالأمر بعبادة الله، والاستقامة على شرعه، وليس لها غاية إلا الموت.

يقول الحسن البصري رحمه الله: [[لا يكون لعمل المؤمن أجل دون الموت وقرأ قوله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر:99]]].

ولما سأل بعض السلف عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون فإذا انسلخ رمضان تركوا، قال: [[بئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان]].

أمة الإسلام: إنه حين ودَّع المسلمون شهر رمضان المبارك بعد إقبالهم على الله، وإكثارهم من العمل الصالح، ينبغي ألا يودعوا الأعمال الصالحة بعد رمضان، بل يجب أن تبقى آثار الصيام شعاراً متمثلاً في حياة الفرد والمجتمع والأمة، وما أعطاه الصيام من دروس في الصبر والتضحية، والإذعان لأمر الله، والوحدة والتضامن، والألفة والمودة بين المسلمين، يجب أن يستمر عليها المسلمون، وتراها متجسدة في حياتهم العملية بعد شهر رمضان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015