سفينة النجاة في الابتلاءات

أيها الإخوة المسلمون: إنها آياتٌ وحوادث ونذر لا ينبغي أن تمر على عاقل ثم لا يستفيد منها دروساً وعبراً، ومن دَرَى حكمة الله في تصريف الأمور وجريان الأقدار لن يجد اليأس إلى قلبه سبيلاً، مهما قست الحوادث، وتوالت العقبات، وتكاثرت النكبات، فالإنسان إلى ربه راجع، والمؤمن بإيمانه مستمسك، ولأقدار الله مسلِّم، وعلى سننه جارٍ.

إننا نخاطب أنفسنا ونخاطب إخواننا المسلمين المنكوبين والمبتلين في كل مكان: إن سفينة النجاة في هذه الابتلاءات هي الإيمان بالله، والصبر على مجاري الأقدار، فاللجوء إلى الله وحده حين تهتز الأسناد، وبالإيمان والصبر والرضا واليقين تتفتح البصيرة، فلا يرى العبد ملجأً من الله إلا إليه.

إخواني: هذه الدنيا كم من واثقٍ فيها فجعته وكم من مطمئنٍ إليها صرعته وكم من محتالٍ فيها خدعته وكم من مختالٍ فيها أذلته حلوُها مر، وعذبها أجاج وجودها إلى عدم، وسرورها إلى حزن، وكثرتها إلى قلة، وعافيتها إلى سقم، وغناها إلى فقر الدار مكَّارة، والأيام غرَّارة أهلها منها في خوفٍ دائمٍ، إما نِعَمٌ يخشون زوالها، وإما بلايا يخافون وقوعها، وإما منايا حَتْمٌ وقوعها، وكل ما فوق التراب صائرٌ إلى تراب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015