إن أصول الشريعة وثوابتها هي -بإذن الله- جهاز المناعة لأزمات الفكر وإصابات العقل وانحرافات المادة، هذا من جانب.
ومن جانبٍ آخر فإن من غير المنكور أن التيارات الوافدة المعاصرة حققت نجاحات من الغزو والاحتواء واسعة النطاق في مختلف أنحاء العالم، ولكن الإسلام والمجتمع الإسلامي رغم كل ما يعاني ظل وسيظل -بإذن الله- متماسكاً في مواجهة رياح التغيير، فالإيمان بالإسلام دين الحق راسخ الجذور لدى الشعوب المسلمة كافة، والمسلمون لا يرفضون الجديد المفيد، ولكن المشكلة في أصحاب التيارات الوافدة؛ حين يصرون على أنهم هم الأنموذج الأوحد الذي يجب أن يسود مع التوظيف السيئ للإعلام في التزييف، وقلب الأحداث، وتحليل المواقف، وتفسير الوقائع، والمغالطة في المفاهيم.
انحيازٌ وتلفيق، ومغالطة وانتقائية، وهجومٌ وتسفيهٌ واستنقاص.
إن المسلم متفتح متجاوب، لا يقف في وجه التقدم النافع، ولا يدعو إلى عزلة علمية أو مادية، ولا يعادي المفيد في الحضارات، ولكنه يرفض التبعية والدونية والاستفزاز، الإسلام عصيٌ عن الاحتواء أو الذوبان، فكثيرٌ من الديانات والمبادئ ذابت واضمحلت وحرفت، أما الإسلام فهو دين الله المحفوظ الخالد الخاتم، فلله الحمد والمنة.