وهذه قضية مهمة جداً، فهو لا يلقي بالتبعة على الآخرين، رأيت كثيراً من كبار العلماء إذا قلت له: يا شيخ حصل كذا وكذا.
قال: يا ليت العلماء يفعلون كذا، يا ليت الناس يفعلون كذا، يا ليت طلبة العلم يجتمعون.
أما الشيخ عبد العزيز فإنه لا يلقي باللائمة على غيره، ولا يلقي بالحمل على سواه، بل يشعر بأنه هو المسئول.
والمطالب، ويبذل ما يستطيع، ويوصي مع ذلك بمواصلة الآخرين، يعالج المواقف بالذي يقدر عليه، وبالذي يستطيع.
أما الأساليب التي يعالج بها المواقف فهي لا شك أساليب اجتهادية، وقد يستحسن هو شيئاً ويستحسن غيره شيئاً آخر؛ لكن المهم أنه لا يعول على الآخرين فقط ويتخلى هو، أو يبعد نفسه.
كلما جئته في قضية دقت أو جلت قال: نفعل إن شاء الله، ونبذل ما نستطيع، أقل ما يقول: نحن نشفع ونكتب والنتائج على الله، أما أن يقول: لا نستطيع أن نصنع شيئاً، أو لا طاقة لنا بهذا، فقلما تجد أن سماحته يقول ذلك.
وهنا نجد أننا أمام إنسان شعر بالمسئولية، لم يشعر أن الحمل على سواه من الناس، بل يشعر بأن الحمل عليه ويسعى إلى نجاة نفسه بما يستطيع.
ويا ليت كلاً منا يشعر بالمسئولية ذاتها، وكثير يقولون: هذا لأنه ابن باز، ولأنه رئيس إدارة البحوث، لأن تاريخه كذا، لأنه عالم الأمة.
لا يا أخي! هناك أناس عندهم من العلم مقدار، وعندهم من المسئولية مقدار، وأنت أيضاً عندك من المسئولية مقدار؛ لكننا تعودنا وتربينا على التنصل من المسئولية، ونقول: فلان لماذا لا يفعل، وفلان لماذا لا يفعل، لكن لا نفكر نحن لماذا لا نفعل!!