Q ذكرتم أن هناك علماء -أو أنا فهمت ذلك- أن بقوا متأخرين، ولم يتقدموا مع تقدم الحضارة، حتى يقدموا الإسلام للناس بأسلوب حسن ومحبب، وهناك علماء تقدموا في مجال تقديم الإسلام للناس، وأنا أعتقد أن من بين العلماء المتقدمين هو الغزالي غير أنكم تعرضتم له؟
صلى الله عليه وسلم الواقع أنا لا أقول الكلام الذي ذكره الأخ هكذا، فإن كان يقصد الأخ كلامي الأخير في ضرورة الاستفادة من الأساليب والوسائل، أو من الأساليب اللغوية فهذا كلام آخر.
أما مسألة الاستفادة من العلم الموجود فهذا أمر متفق عليه عند المسلمين، من أن ما عند الآخرين من علم لا ضرر فيه فإن المسلمين أجدر به وأولى، وكان المفروض أن يسبقوا غيرهم إليه، أما إشارة الأخ فالواقع أننا لا نعتقد أن الإسلام بحاجة إلى أن نطوعه لظروف العصر.
فمثلاً ما معنى كوني أقول: لا داعي أن أمنع المرأة من قيادة السيارة ويجوز لها أن تقود السيارة، فيأتيني واحد ويقول يا أخي، لماذا؟ فأقول: الدليل أن امرأة ذهبت في رحلة فضائية من روسيا -مثلاً- أو يقول إنسان: يجب الإذن للنساء بالخروج إلى المساجد، وحثهن على الخروج وهذه سنة، فأقول له يا أخي، لماذا؟ فيقول: والله لأنه يوجد امرأة هندية أخذت جائزة نوبل لأنها نصرانية مبشرة، وامرأة فعلت، وامرأة فعلت.
وأقول مثلاً: يأتي إنسان ويقول: يمكن للمرأة أن تصبح رئيسة للدولة، فيأتي إنسان آخر ويقول: يا أخي، ما هو الدليل من الكتاب أو من السنة؟ فيستدل مثلاً بملكة بريطانيا فهذا غير صحيح أن نطوع تعاليم الإسلام وأحكامه لضغوط الواقع عليه، فنحن نريد أن نصوغ الواقع على ضوء الإسلام، لا أن نراجع تعاليم الإسلام لنصوغه على ضوء الواقع، ونتخلص من أشياء نعتقد أن فيها غضاضة علينا إن قدمناها للناس، فهذا نوع من الهزيمة الفكرية في الواقع.