Q لي أخٌ من المصلين إن -شاء الله- لكنه يكثر الخروج من البيت، ولا يفعل شيئاً من المعاصي كالدخان وغيره، ولا أقدر على منعه لأنه في سن السادسة عشرة فما هو الحل؟
صلى الله عليه وسلم في الحقيقة من الحلول المهمة بشكل عام -وإن كان هذا ليس موضع الحديث عنها- أن تعمل مع من تريدُ هدايته لا على أنك سلطان متسلطٌ عليه، تأمره، وتنهاه، وتوجهه، وأنك أشبه ما تكون بالعسكري، الذي يصدر فرمانات، وأوامر خطوة إلى الأمام، وخطوة إلى اليمين، وخطوة إلى الشمال! هذا لا يصلح مع الشاب المراهق.
إذا شعر أنك تأمره وتتسلط عليه، فإنه يثور عنده عنصر التحدي والعناد، ولو كان يريد أن يفعل الشيء لتركه لهذا السبب، فلذلك عليك أن تكون حكيماً، وتعامله كصديق، وتغرس الثقة بنفسه في أعماله، وفي قراراته، في أموره كلها.
وإذا أردت أن تنبهه إلى أمر ينبغي أن تكون في غاية اللطف، والحكمة في تنبيهه لهذا الأمر، وتستطيع أن تصرفه عن أشياء كثيرة من المعاصي وذلك عن طريق شغل وقت فراغه، ومصاحبته، ويمكن أن تذهب به معك إلى أمور معينة، ولتكن هذه الأمور أموراً مناسبة لمستواه، لا تذهب به لأمور يستثقلها ويمل منها، فربما يقول لك في المرة القادمة: لا أريد أن أذهب معك.
كذلك الإحسان، أحسن إليه -مثلاً- من الناحية المادية وهذه يحتاجها هؤلاء الشباب، لا أقول: أعطه دراهم؛ لأن الدراهم قد تضره، لكن اشتري له ملابس في الشتاء مثلاً وإذا احتاج إلى أدوات مدرسية اشتري له، وإذا احتاج إلى شيءٍ في البيت وفر له ذلك، حاول أن تقدم له بعض الهدايا، حتى يشعر دائماً بأنك حريص على مصلحته وأنه يعيش في ظلك.