Q لا شك أن الجهاد في سبيل الله أبرز خصائص هذه الأمة، ومما يُؤسف له أن هناك مجموعة من خطباء المساجد والمشايخ يتصدى لمن يذهب إلى الجهاد، فهل هناك من نصيحة في هذا المجال؟
صلى الله عليه وسلم أقول فيما يتعلق بالجهاد: لا يختلف اثنان من المسلمين في أن الجهاد شعيرة من شعائر الإسلام، ومن أنكره فهو مرتد عن الدين، لكن بطبيعة الحال قد يختلف المسلمون، في تقدير المصالح، وحتى الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم قد يختلفون، وقد يقول شخص: أنا أرى أن نبدأ بالجهاد، ويقول آخر: أنا أرى ألا نبدأ اليوم، ويرى آخر أن نأتي من جهة اليمين، وآخر من جهة الشمال، ويرى ثالث أن نرتب الجيش بطريقة، وابع أن نرتب بطريقة أخرى، وليس هذا في مسألة الجهاد في أفغانستان فقط، بل في الجهاد في كل مكان، في أفغانستان، وإرتيريا، وفلسطين، ومناطق عديدة.
والجهاد أنواع: منها: الجهاد عبر ميادين الفكر والعلم وهذا من الجهاد العظيم اليوم لأننا نجد أن المسلمين يغزون في عقر دارهم بالأفكار الباطلة، والجهاد في واقع المجتمعات لأننا نجد كثيراً من المجتمعات الإسلامية أصبحت ضحية سيطرة العلمانيين والمنحرفين وغيرهم ممن يبرزون على أنهم شخصيات بارزة ومهمة، ويقودون الناس ويوجهونهم إلى وجهة غير إسلامية، فلا بد من مزاحمة هؤلاء، ولا أرى ترك المجتمعات الإسلامية لهؤلاء والخروج مع النفير العام إلى الجهاد، لكن من يخرج إلى الجهاد الأفغاني.
ويقول: أنا ليس لي دور في المجتمع، وأنا لم أخلق لطلب العلم، ولا أحس بأني من أهل هذا الشأن، وأحب أن أذهب لأقوي إيماني هناك ولأستفيد وأعيش معهم وقتاً معيناً؛ فهذا -إن شاء الله- إلى خير، وإن قتل فإنا نرجو له الشهادة، ويكفي الإنسان أن يقرأ -كما أسلفت- من الأحاديث الواردة في فضل من يستشهد في سبيل الله تعالى، لكني أعتب على بعض الشباب -في المقابل- الذين يغلون في هذا، فبعض الشباب يقوم ويكتب الآيات الواردة في الجهاد والأحاديث، ويعتبر أن كل شخص لم يذهب إلى أفغانستان منافق، وفي قلبه ضعف، وأنه جبان، وهذا أيضاً تصور غير صحيح والاعتدال مطلوب في كل شيء.