أيها الإخوة: إن الحديث عن موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يطول، ولا أحب أن أطيل عليكم أكثر من ذلك، فأدعوكم ونفسي في ختام هذه الكلمة إلى أن نكون إيجابيين في تغيير المنكرات وفي الأمر بالمعروف، وقد فشت في مجتمعاتنا اليوم منكرات كثيرة، فأنت إذا مشيت في السوق أو دخلت البقالة، أو ركبت الطائرة، بل وإذا دخلت المسجد أحياناً، تجد منكرات على بعض الأشخاص كثيرة، وكثير من الناس يتذمرون ويتكلمون بينهم وبين أنفسهم، ويقولون: ماذا نفعل؟ فأقول: لا أقل من الكلمة الطيبة، إذا دخلت البقالة -مثلاً- فوجدت أعداداً كبيرة من المجلات فيها من الصور ما يندى له الجبين، التي تؤثر بالانحراف على الشباب وعلى الفتيات، فلا تخرج وأنت مقطب الجبين فقط، بل تكلم معه بالكلام الطيب اللين المحبب إلى النفس، وقل له: يا أخي أنت مسلم، لا ترضى لنفسك بهذا الأمر، وذكّره بالله وباليوم الآخر، وتحدث معه فإن استجاب لك فبها، وإن لم يستجب فقد برئت ذمتك، وبعد يوم أو يومين يدخل شخص آخر، ويقول مثل ما قلت، فلا يزال الطَّرْق بهذا الإنسان حتى يغيره، وقد قيل:- أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ومدمن القرع للأبواب أن يلجا وهذا مجرد مثال أقتصر عليه لضيق المقام، وأسأل الله عز وجل أن يجعلني وإياكم من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، المتحابين فيه، وأصلي وأسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.