دراسات عديدة ومن أجملها دراسة كتبها الدكتور عبد الرحمن مصيقر بعنوان (الشباب والمخدرات في الخليج العربي) وهى دراسة مفيدة ورائعة، ذكر أن من أسباب انتشار المخدرات وتعاطيها: الصراع والتناقض الذي يعيشه الشاب داخل المجتمع، جهة تبني، وجهة أخرى تهدم ما بنت تلك الجهة، نحن بحاجة إلى أن نربي الشباب على أن تكون اتجاهاتهم واحدة، بحيث إن كل وسيلة تؤثر في الشباب، في جرهم نحو إشباع غرائزهم بطريقة غير صحيحة -مثلاً- في إبعادهم عن معالي الأمور، وفي شغلهم بالتوافه من القضايا، في إضعاف الإيمان في نفوسهم، في تقوية دوافع المراهقة عندهم، إنها لابد أن تتوقف وتشترك جميع الأجهزة في بناء الشباب، وليس من مصلحة الأجيال أن يقرأ ويدرس -مثلاً- في المدارس عن تحريم النظر إلى المرأة الأجنبية، أو تدرس المرأة مثلاً تحريم كشف وجهها، ثم يجد أن المرأة مكشوفة أمامه؛ بل ومتبرجة؛ بل وبصورة مثيرة وفاتنة في وسائل ومجالات كثيرة! فحينئذٍ يشعر الشاب بتناقض كبير بين ما يدرس ويسمع ويتعلم وبين ما يواجهه في الواقع، ويصعب على الشاب -بل حتى الكبير في كثير من الأحيان- أن يوفق بين هذا التناقض.
وهذا قد يوجد للأمة الإسلامية أجيالاًََ الله أعلم بحالها، أجيالاً مهزوزة لا تنفع في دين ولا تنفع في دنيا، فلا بد من القضاء على التناقض الموجود في المجتمعات الإسلامية، وتوحيد الاتجاه في بناء أجيال إسلامية صالحة تخدم الأمة وتحمل راية الإسلام، وهذه الأجيال هي التي سوف تقوم بالتصنيع، هي التي سوف تقوم بخدمة المجتمعات، هي التي سوف تتحمل الأعباء والمسئوليات، وهي التي سوف تقود الأمة الإسلامية إلى الحضارة، والعز، والتقدم، والنصر، والتمكين.
والحديث -كما يقولون- ذو شجون ولعل فيما ذكرت كفاية.
والحمد لله رب العالمين.
وأعتذر إليكم عن الإطالة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.