أما استخدام هذه المخدرات وتحول هذا الأمر إلى ظاهرة عامة، فلعل أول ما عرف ذلك في العالم الإسلامي على الأقل هو ما قام به الحشاشون، وهم طائفة من المتصوفة ذات تأثير خطير في العالم الإسلامي في تاريخ المسلمين، وهم أصحاب قلعة الموت على بحر الخزر، فكانوا يتعاطون المخدرات والحشيش بالذات للتأثير على أتباعهم، حتى كان الحسن بن الصباح -زعيمهم- إذا أراد أن يعاقب شخصا من أتباعه فإنه يمنع عنه الحشيش أياماً معلومات، ويعتبر هذا من التعذيب والتأديب لهذا الإنسان التابع له، وقد عرفت هذه الطائفة في التاريخ باسم الحشاشين، وهناك دراسات مستفيضة عن الحشاشين ودورهم وأعمالهم.
وخلاصة القول فيهم أن هؤلاء الحشاشين كانوا عبارة عن جماعة إرهابية تخريبية جعلت العنف والقتل والإرهاب سياسة لها، وهي من الباطنية، وقد حاولوا اغتيال البطل المسلم صلاح الدين الأيوبي مراراً، لكنهم باءوا بالفشل، وقد ذهب ضحيتهم عظماء ووزراء كبار من أبرزهم نظام الملك الوزير العباسي المشهور، وكان لهم في ذلك خطط كبيرة لاغتيال الشخصيات المشهورة والزعامات البارزة وإحداث الفوضى وزعزعة الأمن في المجتمعات الإسلامية.