Q تقول: حفظك الله ونفع الله بك، إنه لا يمكن أن يدعو الداعي إلا وله ثمرة ممن يستجيب له، كيف نوفق بين هذا، وبين حديث النبي صلى الله عليه وسلم {إنه يأتي النبي وليس معه أحد} أو كما قال صلى الله عليه وسلم؟
صلى الله عليه وسلم هذا الحديث معروف، ولست أقصد على سبيل الإجمال في جميع الأمم، وإنما أقصد في هذا الوقت بالذات، أي: إن الذي يقعد، ويعتزل الناس، ويترك الدعوة بحجة أنه لا يستجاب له، نقول له: هذا غير صحيح؛ لأننا نعلم بدلالة الواقع اليقينية التي لا إشكال فيها مطلقاً، أن الدعاة إلى الإسلام يستجاب لهم في هذا العصر الحاضر، وليس مطلقاً، مع أننا نعلم أنه في نفس الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم {رفع له سواد عظيم فظنه أمته، فقال من هذا: قيل هذا موسى وقومه، ولكن انظر إلى الأفق، فنظر فإذا سواد قد سد الأفق، فقيل له: هذه أمتك، وفيهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب} فدل على كثرة أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وكثرة الخيرية فيها، والمستجيبين للدعوة منهم.