الإلتفاف حول العلماء

والمؤسف -أيها الإخوة- أن هذا يوجد كثيراً لدى من يتميزون بالصفاء في العقيدة، والسلامة في التعلم؛ ولذلك قلما تجد عند علماء أهل السنة من يكون لديه قوة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والاحتساب، خاصة على الكبراء وعلية القوم، لماذا؟ لأن الناس خذلوهم، والأمر -كما يقول الشاعر-: ولو أن قومي أنطقتني رماحهم نطقت ولكن الرماح أجرت أي نحن أهل السنة لو تحلقنا حول علمائنا، والتففنا حولهم، دعمناهم وجعلنا لهم مكانة تخولهم أن يقوموا بواجب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر على الوجه الصحيح، لكن لما خذله من وراءه لم يستطع أن يقول شيئاً.

والمؤسف أن أهل البدع على النقيض من ذلك، انظر -مثلاً- الرافضة كيف يسير دهماؤهم وراء علمائهم بشكل لا شك مرفوض، وأحياناً يتحول إلى عبودية، وتقديس لهؤلاء، وكذلك الشأن في المعتزلة، أنا كثيراً ما أتمثل بأبيات لأحد شيوخ المعتزلة، يمدح فيها واصل بن عطاء زعيم الاعتزال، يقول له: له خلف بحر الصين في كل بلدة إلى سوسها الأقصى وخلف البرابر رجال دعاة لا يفل عزيمهم تهكم جبارٍ ولا كيد ماكر له دعاة أقوياء العزائم.

إذا قال: مروا في الشتاء تسارعوا وإن جاء حر لم يخف شهر ناجرِ هم أهل دين الله في كل بلدة وأرباب فتياها وأهل التشاجر يصف سلطة هذا الرجل على من حوله من التلاميذ، وكيف أنه إذا أمرهم في شدة الشتاء بالذهاب إلى أقصى الدنيا أطاعوه، لا يفتدون منه بمال، ولا أهل، ولا ولد، ولا يعتذرون منه.

أهل السنة ينبغي أن يوقروا ويقدروا علماءهم، ولا خير في أمة لا يوقر صغيرها كبيرها، ولا يرحم كبيرها صغيرها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015