انتشار الخوف والخور

قال الشيخ سلمان بن فهد العودة حفظه الله: من آثار ترك الجهاد تعليق سريع -أيضاً- على ما ذكره الشيخ عبد الله لأنه يمس واقعنا: انتشار الخور، فنحن وجدنا أن الناس اليوم تربوا على الجبن, الجبن أكلوه مع الطعام وشربوه مع الماء وتنفسوه مع الهواء, فأصبح الواحد منا يخاف من كل شيء، يفرق من ظله حتى الصبي الصغير, أصبحنا ندربه على مجرد ما يرى بدلة رجل الأمن يخاف, ولا يشير بإصبعه حتى لا تقطع إصبعه, وأصبح الكبير ينشأ على هذا الأمر, فلا يملك قوة, ولا يملك شجاعة لا في التفكير, ولا في النظر, ولا في الكلام, ولا في المشاركة, ولا في الحديث, ولا في الوقوف أمام الناس, فضلاً عن أن يخوض المعركة.

ونحن وجدنا أن خوض المعارك يزيل هذا الخوف بإذن الله تعالى, فالذين خاضوا المعارك قد أبدوا الاستعداد لأن يموتوا وبناءً عليه فما دون الموت عندهم من باب أولى أن يكون لديهم الاستعداد لبذله.

قال مقدم الندوة حفظه الله: جزى الله الشيخ سلمان خيراً.

قال الشيخ عبد الله بن حمود التويجري حفظه الله: تعقيب قصير جداً: قلت في كلمتك بمنطق العرب، أنهم أيضاً لم يلتزموا حتى بمنطق العرب، فتعرفون أن دولة فارس كانت من أقوى الدول، ولما لجأ إليهم النعمان وكان رفض أن يجيره كثير من الناس، وأجاره بنو ذهل بن شيبان، وقاموا لكسرى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم، وبي نصروا بفوارس من ذهل بن شيبان " هذه واحدة.

الثانية: لنذكر مقالة السعدين وذلك في غزوة الأحزاب فإنهم قد قالوا وذكروا أن الناس لا يستطيعون أن يأكلوا منهم ثمرة إلا قرى أو شراء، أما بالقوة فلا، ويستعدون لبذل الأنفس.

ومعروف مقالة عمرو بن كلثوم: إذا بلغ الفطام لنا رضيع تخر له الجبابر ساجدينا هذا في باب الفخر، فما أظن حتى منطق العرب قد عفا عليه الزمن فإلى الله المشتكى.

جزاك الله خيراً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015