صنف النفاق متأصل في قلبه, وهو حين يقوم ويتكلم ويعلم ويدرس ويفتي ويعظ ويؤم ويقرأ, لا يقصد إلا مدح الناس, ولذلك إذا خلا بنفسه تجده يبتسم ابتسامة عريضة فرحاً مسروراً لما سمع من ثناء الناس ومديحهم، وما حصل له من خداعهم, فهذا والعياذ بالله لا يزيده عمله من الله إلا بعداً, ولا شك أن أعماله -التي هي في ظاهرها صالحة- مُحَبطة، وتقربه إلى جهنم والعياذ بالله, ولذلك قال الله عز وجل: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} [الماعون:4-7] , فهذا صنف.
فإن كنت تعرف نفسك من هذا الصنف، فيجب أن تبادر بالعلاج، لأن هذا والعياذ بالله من النفاق.