فمن الالتباس الذي يقع لنا -أحياناً- في الورع هو: أن الإنسان ينسى أن الورع كما يكون بترك المشتبه بالحرام أو بالمكروه, يكون أيضاً بفعل المشتبه بالواجب أو المستحب.
وأريد أن أسألكم: أرأيتم لو أن إنساناً وقع عنده شبهة في مال, فشك أنَّ هذا المال قد يكون محرماً, أليس من الورع أن يتركه؟!! بلى, أو اشتبه في فعل قد يكون هذا الفعل مكروهاً, أليس من الورع أن يترك هذا الفعل؟! بلى.
سؤال آخر: إنسان شك في أمر أنه قد يكون واجباً، أليس من الورع أن يفعله؟! بلى، من الورع أن تفعل ما يشتبه بالواجب، وإن اشتبه عليك أمر يمكن أن يكون مستحباً, أليس من الورع أن تفعله؟! بلى, فكما أنك تترك ما قد يضر في الدار الآخرة على سبيل الورع, فإنك تفعل ما قد ينفعك في الدار الآخرة على سبيل الورع أيضاً.