كيف يعرف الإنسان تفوقه في جانب معين؟

Q لقد ذكرت أن مالكاً أحس أنه سوف يبرز في العلم، فزاد فيه ليخدم الإسلام، وقلت أيضاً: أن المسلم عليه أن يخدم الإسلام بأي شيء يحس أنه سوف يبرز فيه، كيف أعرف ذلك؟

صلى الله عليه وسلم تعرف ذلك من خلال مواهبك، فإنني لا أعتقد أن أحداً من الناس أعلم منك بالمواهب التي منحك الله تعالى، فانظر في موهبتك، وحاول أن توظف هذه الموهبة في خدمة الدين، وكل ميسر لما خُلق له, وأنا حريص على أن أوضح أننا اليوم نحتاج إلى كوكبة من طلبة العلم النابهين الأذكياء، يتفرغون ويتجهون إلى العلم الشرعي، عقيدةً، وتفسيراً وقرآناً، وسنة وأصولاً، وغير ذلك، ويتعلمونه ويؤصلون لهم، ويكون في ذلك ترشيد وضبط لمسيرة الصحوة الإسلامية، فنحتاج ذلك، وأرجو أن يكون من بين من يستمعون هذا الكلام من ينتدبون أنفسهم لهذه المهمة؛ لأنه لا توجد جهة رسمية اليوم يمكن أن ترشحهم لذلك، ونحتاج في الوقت نفسه، إلى مجموعة ينتدبون أنفسهم لتبني قضايا المسلمين والدفاع عن حقوقهم المسلوبة في كل مكان، فهناك مجاعة، وهناك مقتلة، وفي بلد ثالث مصيبة، وفي رابع كارثة، وفي خامس ميدان جهاد، فيركضون كلما سمعوا هيعة طاروا إليها، يُشْعِرون المسلمين بالإخوة والمواساة، ويثيرون هذه القضايا ويجعلون هم المسلم الواحد هماً للأمة كلها في كل أرجائها:- تذوب حشاشات العواصم حسرةً إذا دَميت في كف بغداد إصبع ولو بردى أنَّت لخطبٍ أصابها لسالت بوادي النيل للنيل أدمع ولستُ أدري سوى الإسلام لي وطناً الشام فيه ووادي النيل سياني وحيثما ذكر اسم الله في بلد عددت ذاك الحمى من صلب أوطاني بالشام أهلي وبغدادَ الهوى وأنا بالرقمتين وبالفسطاط جيراني ونحتاج إلى كوكبة ثالثة، تتفرغ للدعوة، والإتصال بالشباب، وبالعامة، وبالجماهير، وبأهل الرياضة، وبأهل الأسواق، وبأهل الأندية، وبطلاب المدراس، بكل فئات المجتمع، توصل إليهم الكتاب، والشريط، والكلمة النيرة، وتوزع عليهم الابتسامات الطيبة، والكلمات الحلوة المؤثرة، وتقيم معهم الجسور والعلاقات، وتحرص على ربط قلوبهم بحلقات الذكر، وربطهم وكسب ولائهم وقلوبهم إلى دين الله، وشريعته ودعوته وملته وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ونحتاج إلى أصناف وأصناف من الناس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015