الإمام ابن تيمية

ثم ورث الأمر بعد الإمام أحمد علماء فحول كـ ابن تيمية رحمه الله، فسجن وأوذي وحورب حتى مات، وهو في السجن وكان يقول: [[ماذا يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، حيثما ذهبت فهي معي لا تفارقني، سجني خلوة، ونفيي وإخراجي من بلدي سياحة، وقتلي شهادة]] فتحير فيه أعداؤه؛ وذلك لأن الرجل كان لا يهادن ولا يداهن في دين الله عز وجل، وقد وقف أمام ابن تيمية أناس كثيرون من العلماء والمنتسبين إلى العلم، والسلاطين وغيرهم، فانظر اليوم أين هم؟ وأين ابن تيمية؟! أما ابن تيمية فملء سمع الدنيا وبصرها، وملء عقول طلبة العلم، وملء قلوب الناس، ما من مسلم مخلص إلا وهو يحبه ويدعو له وينتفع بعلمه وكتبه تطبع عشرات الطبعات، وتتداول في كل مكان، وهناك مئات بل آلاف الدراسات للعرب والمستشرقين والمسلمين وغيرهم حول ابن تيمية رحمه الله، ومناهجه وكتبه وآرائه واجتهاداته، أما هؤلاء الذين وقفوا ضده فقد انتهى ذكرهم بموتهم، فأهملهم التاريخ وأخمل ذكرهم، فلا يعرفهم أحد، ولا يذكرهم أحد، وربما لا يعرفون إلا بأنهم وقفوا في وجه الإمام ابن تيمية.

وظلت الراية ينقلها ويحملها الواحد بعد الآخر، حتى وجدنا في هذا الزمان من العلماء من صبروا وصابروا ورابطوا، حتى لقوا الله تعالى غير مغيرين ولا مبدلين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015