وهذا رجل مثل الأستاذ سيد قطب رحمه الله تعالى، يكتب ما يرى ويعتقد ويدين في كتبه وعلومه، فيسجن ويؤذى ويعذب ويضيق عليه، ويطلب منه أن يقول كلمة واحدة يعتذر بها فيقول: إن السبابة التي تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ترفض أن تكتب حرفاً واحداً تقر به حكم طاغية.
يا شهيداً رفع الله به جبهة الحق على طول المدى سوف تبقى في الحنايا علماً هادياً للركب رمزاً للفدا ما نسينا أنت قد علمتنا بسمة المؤمن في وجه الردى إننا حين نذكر الإمام مالك، أو الإمام أحمد، أو ابن تيمية، أو عبد العزيز البدري، أو سيد قطب أو غيرهم، لا نقصد أبداً أن نختصر تاريخ الإسلام العظيم، وتاريخ العلماء الأبطال في خمسة أو عشرة أو مائة أو ألف، والتاريخ حافل بهؤلاء، لكن هذه بعض الأمثلة والنماذج السريعة من أدنى الذهن، أما الأمثلة فهي كثيرة، وأما العلماء أصحاب المواقف الشامخة وأصحاب البطولات الراسخة فهم أكثر من أن يأتي عليهم العد والحصر في مثل هذا المقام، ولكن لا يخلو عصر ولا زمان ولا مكان من قائم لله تعالى بحجة يدعو إلى الله تعالى، وينفي عن دين الله تعالى تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ويصبر في ذلك حتى يلقى الله تعالى، فيحكم وهو أحكم الحاكمين.