العقوبة الأولى: عقوبة السكوت على المنكرات إذا ظهرت هي: كثرة الخبث، لأن المنكر وإن فعله قليل من الناس إذا أعلنوه، فهذه بداية خطيرة، لأنه دليل على قوتهم وتمكنهم من جهة، وهم بذلك يقولون للناس: اقتدوا بنا وقلدونا.
ولذلك قال الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [النور:19] ثم إن انتشار هذا المنكر يغري الآخرين بتطبيقه والإسراع إليه ويقلل من خطورته في نفوسهم، فأول ما يرى الناس المنكر تجدهم يشمئزون منه، ويتحدثون عنه بقلوب محزونة، لكن بعد أشهر تجد الأمر أصبح عادياً وسكت الناس عنه، وشغلوا بما هو أعظم منه، وشيئاً فشيئاً تصبح هذه المنكرات تتطبع في نفوس الناس، يألفها الناس ويتربون عليها فتكثر عندهم.
إذاً: العقوبة الأولى إن إظهار المنكر يؤدي إلى كثرته وانتشاره في المجتمع.