Q كيف يمكن أن يتعامل المربي مع شخص جديد في الهداية، ولديه حماسة زائدة عن اللزوم؟
صلى الله عليه وسلم نعم! إذا وجدت من المهتدي إلى الله تعالى إقبالاً على الخير، فينبغي أن تواجه هذا الإقبال بالتشجيع، وبعض المربين أو المعلمين قد لا يشجع هذا المقبل بحجة أنه يقول: إنني أعرف أن هذا حماس عنده سوف يزول، فلا داعي أنني اندفع معه، والواقع أن هذا ليس بجيد؛ لأن هذا الإنسان المقبل إذا فتر بدأ يعلل ويفسر فتوره بأن فلاناً حطمني، ولما أتيت إليه واجهني بكذا وكذا.
فينبغي إذا وجدت من المقبل إلى الله جل وعلا حماساً أن تشجعه على ما هو بصدده، لكن إذا وجدت أن عنده خطوات غير جيدة، فيمكن أن تنبهه إلى هذه الخطوات، وإذا منعته عن أمر فتحاول أن تعرض عليه وتذكر له ما يكون بديلاً عنه، بحيث إن هذا الإنسان يكون مشغولاً بالخير، فإذا رأيت أن هذا الإنسان يفكر في أمر غير جيد أو غير مناسب؛ فلا تقل له: هذا لا يصلح ثم تتركه! بل إما أن توافق على ما ذكر وتعطيه بعض التوجيهات، لأنه قد يكون مصيباً فيما اقترحه عليك، لكن أنت بسبب ضعف التجربة لم تتقبل هذا الاقتراح، وإن كان غير مصيب، فاذكر له أمراً آخر يستطيع أن يستثمر فيه ما وهبه الله تعالى، ويكون فيه الصواب والسداد؛ لأن الفراغ داء قاتل بالنسبة لمثل هذا الإنسان.