معالجة العجب

Q يقول: الذي أصيب بمرض العجب، ما هو الحل الأمثل إن أمكن لهذا المرض؟

صلى الله عليه وسلم العجب أو الإعجاب بالنفس لا شك أنه مرض خطير، ومؤد إلى حبوط العمل، والعلاج لمرض العجب ولسائر الأمراض القلبية يكون أولاً: بالمجاهدة، وهي مجاهدة في مجال القلب بدفع هذا الأمر عن نفسه؛ لأنه ربما يخطر الخاطر عند كثير من الناس، لكن الفرق أن هناك من يستقر عنده هذا الخاطر، ويفرح به ويستجيب له، وهناك من يأبى هذا الخاطر ويدفعه عن نفسه، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم كما أن على الإنسان إذا تأكد أن عنده عجباً في نفسه أن يبتعد عن المجالات التي تثير هذا العجب، ويحرص على أن يؤدي الخير، ويجاهد نفسه في عدم الظهور، فمثلاً: موضوع الصدقة، قد يكون من المناسب أحياناً أن يتصدق الإنسان ويعلن الصدقة، لماذا؟ لقصد أن يحث الناس على الصدقة، ويحرك غريزتهم إلى البذل والعطاء؛ لأن الناس إذا رأوا الذي يعمل الخير تشجعوا أن يعملوا مثل عمله، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: {من سَنَّ في الإسلام سنة حسنة؛ فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده إلى يوم القيامة} ما معنى: {من سَنَّ في الإسلام سنة حسنة} ؟ معناه عَمِلَ عَمَلَ خَيْرٍ مشروعٍ مثل: الصدقة، أو التعلم، أو الدعوة، أو الجهاد، أو نحو ذلك، فرآه الناس فانتبهوا، فتحركت فيهم دواعي الخير، فعملوا مثل عمله.

لكن إنساناً آخر إذا أعلن الصدقة وجد في نفسه العجب والغرور، فنقول له حينئذ: يفضل أن تتصدق سراً حتى تطمئن إلى خلوص نيتك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015