بالله علينا أيها الأحبة كم منا من يتعب في إصلاح قلبه؟! وكم منا من يتعب في إصلاح قلوب الآخرين؟! وكم من خطبة ألقيت في هذا المجال؟! وكم من محاضرة؟! وكم من كتاب؟! أقول: قليل، بل أقل من القليل، وربما نجد أن كثيرين منا يتحمسون، ولكن لغير أعمال القلوب! خذ مثالاً: -وقد هممت أن أفعل هذا الأمر- لو جمعنا الأوراق التي توزع في المساجد مثلاً، وتلصق بالأبواب وتنشر في مجتمعات الرجال والنساء ماذا نجد؟ سنجد أن أكثر من 90% منها تعالج أمراضاً سطحية ظاهرية، هي منكرات بلا شك، ومعالجتها مطلوبة، وبذل السبب في ذلك مطلوب، ومن فعله فهو مأجور ولكن لماذا لم نعطِ الجانب الثاني المتعلق بصلاح الباطن، بصلاح السريرة، بصلاح القلب، لم نعطه إلا 10% أو أقل؟! لماذا لا تتجه الجهود إلى تأليف الكتب وإلقاء الدروس والمحاضرات والخطب والنشرات وبذل الجهود المضاعفة في مخاطبة قلوب الناس وإصلاحها وعلاجها من أمراضها؟ كم كتاباً رأيت في علاج الحسد أو نشرة مختصرة، أو في علاج الكذب، أو في الدعوة إلى صلاح القلب، أو فيما يتعلق بأمور السرائر والتي عليها المعول؟!