هوان الحياة الدنيا

ولو تأمل الإنسان وتبصر لوجد أن حقيقة هذه الدنيا أقل من أن يتعب الإنسان وراءها أو يضحي بشيءٍ في سبيلها، فقد كانت الحياة هينةً، لا أقول فقط عند الذين يؤمنون بالله تعالى والدار الآخرة، ويرجون ما عند الله، فهؤلاء -نعم- هانت عليهم الحياة، فبذلوا في سبيل الله تعالى الحياة رخيصة، وكان الواحد منهم يخوض المعركة وروحه على راحته، يلقي بها في مهاوي الموت ولا يبالي! يجود بالنفس إن ضن البخيل بها والجود بالنفس أقصى غاية الجود بل كانت الحياة رخيصة حتى عند الذين عقلوا أمورهم عقلاً صحيحاً، فقد كان كثير من العقلاء -حتى في جاهليتهم قبل الإسلام وحتى في هذا الزمان- لا يفهمون من معنى الحياة إلا معنى العزة والكرامة والقوة، فإذا آلت الحياة إلى معاني الذل والمهانة؛ كان الموت عندهم خيراً منها، وكانوا يقولون: (موتٌ في عز خير من حياة في ذل) ويقول آخر: الموت لا يكون إلا مَرَّةْ والموتُ خيرٌ من حياةٍ مُرَّة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015