بل إن أنبياء الله ورسله وهم أئمتنا وسادتنا وقادتنا في هذا المجال وفي كل مجال، لم يغفلوا عن الدعوة إلى الله تعالى، حتى وهم في لحظات الموت قال الله عز وجل: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة:133] فلم تلهه سكرات الموت وغصصه وآلامه أن يتعاهد بنيه، بدعوة التوحيد ويطمئن إلى الغرسة التي غرسها، والبذرة التي بذرها، وهذا محمد صلى الله عليه وسلم، سيد الرسل وخاتمهم، يموت وهو ينادي: {الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم} لا يكاد يفيض به لسانه، بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.