Q هناك سؤال آخر عن أسهم البنوك، وعن الشركات الأخرى مثل الشركات الزراعية من سابك ومبرد، وشركات أخرى كثيرة، كشركة صافولا.
هذه فتوى حول شراء الأسهم قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين حفظه الله تعالى مبيناً حكم المساهمات في البنوك وغيرها: الفتوى: 1- إذا كانت المساهمة في بيوت الربا، مثل البنوك؛ فإنه لا يحل لأحد أن يساهم فيها، وذلك لأنها إنما أنشئت وقامت على الربا، وما يكون فيها من المعاملات على الحلال فإنها معاملات قليلة، بالنسبة للربا الذي يمارسه أهل البنوك.
2- أما إذا كانت المساهمات فيها يراد بها الاتجار بصناعة، أو زراعة، أو ما أشبهها، فإن الأصل فيها الحل، ولكن فيها شبهة؛ وذلك لأن الفائض عنده من الدراهم يجعلونه في البنوك، فيأخذون عليه الربا، وربما يأخذون من البنوك دراهم ويعطونهم الربا، فمن هذا الوجه نقول: إن الورع ألا يساهم الإنسان في هذه الشركات، وإن الله سبحانه وتعالى سوف يرزقه إذا علم من نيته أنه إنما ترك ذلك تورعاً وخوفاً من الوقوع في الشبهة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: {الحلال بين، والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه} ولكن ما الحال إذا كان الإنسان قد ساهم، أو كان يريد المساهمة دون أن يسلك الطريقة الأفضل وهي طريق الورع، فإننا نقول الحل في هذه الحال: أنه إذا قدمت الأرباح، وكان فيها قائمة تبين مصادر هذه الأرباح فما كان مصدره حلال فإنه حلال، وما كان مصدره حراماً مثل أن يصرح بأن هذه من الفوائد البنكية، فإنه يجب على الإنسان أن يتخلص منها بالصدقة بها، لا تقرباً إلى الله، ولكن تخلصاً من إثمها؛ لأنه لو نوى التقرب بها إلى الله فهي لم تقربه منه؛ لأن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، ولم يسلم من إثمها؛ لأنه لم ينو التخلص منها، أما إذا نوى التخلص منها فإنه يسلم من إثمها وربما يؤجر على صدق نيته وتوبته.
وإن كانت هذه الأرباح ليس فيها قوائم تبين المحذور من المباح، فإن الأولى والأحوط أن يخرج الإنسان نصف الربح، ويبقى نصف الربح له حلال؛ لأن المال المشتبه بغيره إذا لم يعلم قدره فإن الاحتياط أن يخرج النصف، لا يَظْلِم الإنسان ولا يُظْلَم.
نقلا عن خطبة الجمعة بتاريخ 11/4/1412بمسجده وهي مسجلة في شريط بعنوان (قولنا في الأسهم) فليرجع إليه.
وبناءً على ذلك نقول لمن يسأل عن شركة صافولا، أو سابك، أو غيرها: أن الأولى والأحوط والأفضل في حقهم ألا يساهموا أو يشاركوا، لكن إذا حصل وأن ساهموا وشاركوا، إما قبل أن يعلموا، أو لأنهم لم يسلكوا مسلك الأولى والأحوط والأفضل، فإنه يقال لهم: إذا ظهرت الأرباح فإن ظهرت معها قوائم تقول مثلا (10%) من هذه الأرباح صادرة نتيجة للفوائد الربوية، أو فوائد بنكية، فيجب أن يتخلصوا من هذه (10%) والباقي لهم حلال، أما إذا لم يعلموا مقدار الربح الذي جاء عن طريق البنك، ولم تظهر قوائم بذلك، ولم يعرفوا عن طريق الاتصال بالشركة مثلاً، فإن الأفضل والأحوط في حقهم أن يخرجوا نصف الربح (50%) منه على سبيل الاحتياط ليأخذوا نصف الربح وَيَدَعُو النصف لأنه لا يمكن ترجيح أحد الطرفين على الآخر.
هذا وأسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق والسداد.
خاتمة: ذكرت لكم أنني سوف أتكلم عن موضوعات المرأة، وعندي أشياء كثيرة وكثيرة جداً، وصلتني من الإخوة وأكثرها من الأخوات أيضاً، وبالمناسبة فإني أسدي لهن ولهم جزيل الشكر والدعاء على مشاركتهم، وحرصهم وتفاعلهم، وتعاطفهم مع مثل هذا الموضوعات، وهذا يبشر إن شاء الله أنه لا يزال في مجتمعنا خير كثير وخيرات كثيرة، ونحمد الله تعالى على ذلك، ونسأل الله أن يكثرهما، ويبارك في جهودهم وفي أعمالهم، ويوفقهم لصالح القول والعمل، وسوف تكون إن شاء الله دروس كثيرة مجالاً لمثل هذه الموضوعات بين حين وآخر، ولعله لا يخلو شهر أو شهرين من موضوع يعالج بعض القضايا النسائية.
اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم أعزنا بطاعتك ولا تذلنا بمعصيتك، اللهم اغفر لنا واعف عنا، اللهم أصلح ظاهرنا وباطننا، وسرنا وعلانيتنا، يا حي يا قيوم! اللهم لا تؤاخذنا بذنوبنا، اللهم لا تفضحنا بعيوبنا، لا حول ولا قوة إلا بك، يا حي يا قيوم! اللهم لا تؤاخذنا بذنوبنا، ولا تفضحنا بعيوبنا، اللهم لا تؤاخذنا بذنوبنا، ولا تفضحنا بعيوبنا، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، وإن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء، وتهدي من تشاء، وأنت ولينا، فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين.
اللهم اكتب لنا في هذه الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، إنك على كل شئ قدير، اللهم وأصلحنا وأصلح بنا، إنك على كل شئ قدير، اللهم يسرنا لليسرى، وجنبنا العسرى، واغفر لنا في الآخرة والأولى، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا الله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه.