التليفون في البداية عند بعض الفتيات والفتيان، وسيلة للتسلية -تسلية الفراغ كما يزعمون ويعتقدون- لكن رحلة ألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، والشيطان يبدأ بخطوات، يقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} [النور:21] الشيطان أذكى مما تتصور لا يأتي دفعة واحدة، يبدأ بك بخطوة واحدة معقولة، خطوة قد تكون مسلمة لديك، خطوة واحدة فقط، مكالمة هاتفية أو تفكير أو محاولة أو أي شيء من هذا القبيل، وبعد ذلك ينتقل بك إلى خطوة أخرى، والذي بدأ الخطوة الأولى يصعب عليه أن يتراجع عن الخطوة الثانية، لذا قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [النور:21] تضرب الرقم المطلوب وقد يكون الرقم غير مطلوب، لكن يضربه بشكل عشوائي أو عفوي، وبعضهم يمسك بدليل الهاتف ويبدأ بضرب الأرقام بالتسلسل، حتى يقع على ما تريد أو ما يريد، فالفتاة تقع على صوت رجل والعكس صحيح، وأحياناً قد يقع على يد امرأة كبيرة السن وقد تدعو عليه؛ لأنه قد آذاها، فهل ترضى لنفسك أن تنتقل من شتيمة إلى شتيمة ومن دعاء إلى دعاء، وقد يدعو عليك أناس أخيار فضلاء، وتكون هذه الدعوة سبباً في حبوط عملك والعياذ بالله، أو في فساد دنياك، أو آخرتك، وربما دعا على والديك أيضاً، فربما تجد إنساناً غير عاقل يدعو على هذا الإنسان الذي أزعجه، وعلى والديه ويشتمه، ويكون الإنسان قد تسبب في شتم أبيه، وتسبب في شتم أمه، ومع المحاولة والاستمرار قد يجد ما يناسبه، وقد يكون أحياناً صاحب سوء، متربصاً ذئباً مخادعاً، المكالمة تتكرر ببراءة كما يقول أحدهم، فإذا كانت المسألة مسألة براءة لماذا لا تكلم رجلاً مثلك؟! وأنتِ إذا كانت المسألة مسألة براءة لماذا لا تكلمين فتاة مثلك؟! فما معنى أن نتحدث عن البراءة، والمرأة تبحث عن رجل، والرجل يبحث عن امرأة، الشيطان كما أسلفت طويل النفس، يبدأ بقضية أحلام الزواج، ويقنعها بأن الشاب يريد أن يتزوجها، ولكي تحظى عنده هي بالقبول، وتحصل عليه، وتحقق هذا الحلم الذي وقع في خاطرها أن تتزوج به، فإنها تحس أنها يجب أن تجامله، ولا تعكر عليه مزاجه، ولا ترد له طلباً، لأنها تخشى أن يغير رأيه فيها، فهي تسعى إلى إرضائه حتى يتزوجها فعلاً، فإذا طلب منها شيئاً وافقت، طلب منها أن تتحدث في أمر من الأمور وافقت، طلب أن يراها استجابت بأسلوب أو بآخر ودون علم أهلها بطبيعة الحال، وهناك حالات أعرفها، أن هذا الإنسان يترك البنت بعد أن أخذ منها أعز ما لديها، وبعدما لطخ سمعتها، وداس كرامتها بقدميه، ثم يتخلى عنها ويتركها باكية وهو يضحك، لينتقل منها إلى غيرها.
وقد أجاد الشاعر حين وصف مثل هذه الظاهرة بقصيدة جميلة يقول: إن المعاكس ذئبٌ يغري الفتاة بحيلة يقول: هيا تعالي إلى الحياة الجميلة قالت: أخاف العار والإغراق في درب الرذيلة قال الخبيث بمكر لا تقلقي يا كحيلة إنا إذا ما التقينا أمامنا ألف حيلة متى يجيء خطيب في ذي الحياة المليلة لكل بنت صديق وللخليل خليله للسوق والهاتف والمـ لهى حكايات جميلة ألا ترين فلانة ألا ترين الزميلة وإن أردت سبيلاً فالعرس خير وسيلة وانقادت الشاة للذئب على نفس ذليلة فيا لفحش أتته ويا فعال وبيلة حتى إذا الوغد أروى من الفتاة غليله قال اللئيم وداعاً ففي البنات بديلة قالت ألما وقعنا أين الوعود الطويلة قال الخبيث وقد كشر عن مكر وحيلة كيف الوثوق بغر وكيف أرضى سبيله من خانت العرض يوماً عهودها مستحيلة بكت عذاباً وقهراً على المخازي الوبيلة عار ونار وخزي كذا حياة ذليلة من طاوع الذئب يوماً أورده الموت غيلة