لقد اكتشفت من خلال حديثي السابق شدة أهمية هذه الموضوعات المتعلقة بالمرأة، ولا أدل على ذلك من شدة التجاوب معها، أن عشرات الرسائل والأوراق والاتصالات تناقش ما طرحته سابقاً، أو تتحدث عن هموم جديدة.
ليس مهماً أو لازماً أو ضرورياً أن يقتنع الناس جميعاً بكل ما نقول ويتقبلوه، لكن المهم أن يدخل ما نقول حياتهم، ويكون نقاشهم حوله وترتفع أصواتهم ويعلو ضجيجهم، وبذلك نكون أفلحنا في إيصال أشياء إلى الناس يتحدثون عنها، وهي أمور بكل حال ذات جدية وأهمية.
ولقد اكتشفت أيها الأحبة أن من ظلم المرأة اعتقاد أنه من الممكن أن نتكلم في درس أو درسين عن هموم المرأة، فإن المرأة كما يقال: نصف المجتمع، والحديث عنها حديث يطول، وقد جاءتني أكوام هائلة من الأوراق والرسائل والاستبيانات، والأمور التي تحتاج إلى حديث مطول، ولذلك قررت أن أقدم لكم في هذه الليلة نتفاً متفرقة، تعبر لكم عن جوانب متفرقة أيضاً من الموضوع، على أنني أعدكم إن شاء الله، وأعدكن أيتها الأخوات! أن نناقش موضوعات متفرقة في المرأة بين وقت وآخر، في هذه الدروس العلمية التي تقام في كل أسبوع من مساء كل أحد ليلة الإثنين في هذا المكان، فنجعل فيها موضوعات متعلقة بالمرأة، ونعالجها بشكل واضح ومستفيض.