إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: أيها الإخوة، أيتها الأخوات: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذه لحظة وساعة مباركة إن شاء الله تعالى، نلتقي فيها معاً لمدارسة بعض المسائل والأسئلة والقضايا المتعلقة بالمرأة، وهذه الأمسية هي إجابة لأسئلة طرحت في محاضرات سابقة.
وقبل أن أبدأ بعرض هذه الأسئلة والإجابة على ما تيسر منها، أحب أن أشير إلى أمر مهم، فأقول: إن من الواجب اليوم على العلماء وطلاب العلم والدعاة إلى الله تعالى أن يخاطبوا المرأة، يخاطبوها في المناسبات العامة، كهذه المناسبة، ويخاطبوها من خلال البيت كآباء، أو إخوة، أو أزواج أو غير ذلك؛ لأن المرأة نصف المجتمع -كما يقال- بل هي من حيث العدد، قد تكون أكثر من نصف المجتمع.
والمرأة قريبة العاطفة، ولديها الاستعداد للتأثر والانفعال بما تسمع، وبالمقابل فإن المرأة تتعرض اليوم لحملة شعواء من أعداء الإسلام في العالم الإسلامي، خاصة في هذا البلد بالذات، لأنهم يعتبرون أن هذه البلاد بلاد الحرمين هي آخر قلعة من قلاع الإسلام، وهي البلد الوحيد الذي مازال أهله يفتخرون بالحجاب الشرعي، وما زالت كثير من نسائه تفخر بتغطية وجهها، واستتارها عن الأجانب، وترفض الاختلاط بهم في المنتديات أو مقاعد الدراسة أو غيرها.
وهذا أمر يغيظ أعداء الإسلام كل الغيظ، يشعرون أنهم مازالوا عاجزين عن تغيير وضع المرأة؛ لذلك تجد أنهم يتكلمون -أحياناً- بكلمات تُنِمُّ عن شيء من اليأس، والشعور بأنهم يبذلون جهوداً كبيرة وتكون نتائجها قليلة، ولا أعني أنهم يائسون، بل العكس هم يزدادون جهداً يوماً بعد يوم، لكن إظهارهم أنهم يائسون كأنه وسيلة للتأثير على المرأة، وتحريك همم دعاة التخريب الذين يسمون دعاة تحرير المرأة لمزيد من الجهود.