كذلك يقول الإمام في صلاته عند العلماء والفقهاء يقول: (سمع الله لمن حمده) وكذلك يقولها المنفرد ويقولها المأموم أيضاً عند بعض العلماء، فما معنى: (سمع الله لمن حمده) ؟ سمع الله أي: استجاب الله سماع إجابة وقبول، لمن حمده: أي لمن أثنى عليه وشكر، فالإمام عندما يقول: (سمع الله لمن حمده) أي: كأن الإمام يقول لكم: قد استجاب الله تعالى لكل عبد حمد الله وشكره وأثنى عليه، إذاً يا معشر المأمومين احمدوا الله تعالى، هذا المعنى: سمع الله لمن حمده فاحمدوه، فتقول أنت أيها المأموم كما يقول المنفرد والإمام أيضاً: ربنا ولك الحمد فتستجيب استجابة سريعة لهذا الأمر، فكأن قوله: (سمع الله لمن حمده) تهييج وحث على حمد الله تعالى، وشكره.
ولهذا يقول المصلي: {ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملء السماء وملء الأرض وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد -أي: يا أهل الثناء والمجد أو أنت أهل الثناء والمجد- أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد} وهذه أيضاً بينتها قبل قليل.