معنى: أعوذ بالله من فتنة القبر

كذلك من الدعوات التي يدعو بها الناس: [أعوذ بالله من فتنه القبر] ما معنى فتنة القبر؟ فتنة القبر هي مسألة القبر وهو: الفتان الذى يوقى منه الشهيد.

وفي القبر فتن عظيمة منها: السؤال، وهو أن يسأل العبد في قبره {من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ فأما المؤمن أو الموقن فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبي محمد صلى الله عليه وسلم، فيقال له: نم قرير العين نومه العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، وأما الكافر أو المنافق فإنه يقول: هاه هاه لا أدري كنت أقول كما يقول الناس} هذا أخذ دينه بالتقليد ولم يهتم به.

ولهذا يخفق في الاختبار ويقول: لا أدري كنت أردد كلاماً نسيته، أسمع الناس يقولون شيئاً وأقول مثلهم دون بحث ولا تعلم، ولم يكن مؤمناً حق الإيمان، فيخفق في الاختبار، فهذه مسألة القبر، وقد جاء في الأحاديث الصحيحة: إن العبد عندما يفتن في قبره؛ يأتيه ملكان أسودان، أزرقان، أحدهما: منكر، والآخر: نكير، منظرهما مخيف، ويسألانه هذه الأسئلة، وقد ذكر ابن الجوزي وغيره قصة مشهورة عند العوام أن عمر رضي الله عنه لما وسد في قبره جاءه الملكان من أجل أن يختبراه، فقام عمر وأمسك بالملكين وقال: [[من ربكما؟ ما دينكما؟ ومن نبيكما؟]] ؟ وهذه قصه مختلقة؛ لأن الوحي قد انقطع بموت الرسول عليه الصلاة والسلام، فهذا الخبر غيبي من عالم الآخرة، فمن الذي أخبرنا أن هذه القصة حصلت لـ عمر؟ اختلقتها عقول بعض الناس، ولفقوها وأشاعوها وتداولها الناس وصدقوها، والواقع أن هذه القصة لا أصل لها، وعمر ليس أفضل من أبي بكر ولا من الأنبياء والمرسلين عليهم السلام، وما نقل هذا عن أحد منهم.

قد يقال: إن الأنبياء لهم شأنهم الخاص، فهذا أبو بكر رضي الله عنه لم ينقل عنه هذا، على كل حال هذا معنى فتنة القبر وهذا معنى مسألة القبر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015