البحث في أبي داود

إذاً: بين يدينا الآن إحالتان أو ثلاث إحالات، أحالنا المزي أولاً: إلى أبي داود في الصلاة، وبيَّن لنا المحقق أن الحديث موجود في الباب رقم [316] في الحديث رقم [3] نبحث في أبي داود فنجد في المجلد الثاني: كتاب الصلاة، وهو الكتاب الثاني في سنن أبي داود، ونجد الباب رقم [316] نجده في صفحة [84] نبحث عن الحديث الذي بين يدينا فنجد أن المحقق بين أنه يحمل رقم [3] من هذا الباب، تبحث في الباب رقم [316] فتجد الحديث رقم [3] هو حديث عائشة رضي الله عنها قالت: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى أن ينصدع الفجر إحدى عشر ركعة} هكذا، وهذا الحديث -كما هو ظاهر- ليس هو الحديث الذي يعنينا.

إذاً، كيف لنا أن نصل إلى الحديث الذي نريد إذا لم نستطع الوصول إلى الحديث عن طريق رقم الباب، هنا نجد أن من المناسب جداً أن نستفيد من الكشاف، فنرجع ونبحث في كشاف تحفة الأشرافعن اسم الباب، ما دام أن المحقق بين لنا أن الحديث موجود في الباب رقم [316] من كتاب الصلاة من سنن أبي داود.

إذاً: قبل أن نرجع إلى سنن أبي داود فنضيع الوقت، ثم نجد أن الحديث الذي نريد ليس في نفس الموضع، نبحث في كشاف تحفة الأشراف، وفي فهرس أبي داود في كتاب الصلاة، حتى نجد الباب رقم [316] في أبواب قيام الليل، وفي صفحة [192] من كشاف تحفة الأشراف، أبواب قيام الليل، هذه أبواب من وضع المحقق نفسه، العنوان: أبواب: قيام الليل، تبدأ [307] حتى نصل إلى [316] حيث نجد باباً بعنوان: باب: [في رفع الصوت بالقراء في صلاة الليل] وهذا الباب من الواضح جداً أنه هو الباب الذي يوجد فيه الحديث الذي نريد؛ لأن الحديث الذي نريده هو في رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل.

إذاً: نأخذ الآن مع رقم الباب: اسم الباب ونكتبه في ورقة الرقم [316] واسم الباب باب: [في رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل] , وهنا ينتهي دورالكشاف، ونذهب إلى سنن أبي داود ونطالع الفهرس في آخر السنن، فنجد كتاب الصلاة، تفريع أبواب الصلاة، في الفرع صفحة [843] نمشي مع الفهرس حتى نجد باب [316] فنجد أنه يختلف عن اسم الباب الذي بين أيدينا، حيث أن رقم الباب [316] في الفهرس كما هو في صفحة [844] من سنن أبي داود اسم الباب، باب: [في صلاة الليل] وهذا ليس هو اسم الباب الذي أرشدنا إليه الكشاف.

إذاً: ننتقل قليلاً، نقرأ الأبواب التي بعده، والأبواب التي قبله حتى نحصل على اسم الباب الذي نريد، وهو باب: [رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل] نقرأ عنوان الباب الذي قبله، وهو رقم [315] فنجد باب: [في رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل] قطعاً هذا الباب الذي نريد.

إذاً: من خلال هذا المثال اتضح لنا جلياً أهمية الرجوع إلى الكشاف، وكتابة اسم الباب مع الرقم من الكشاف، ونجد هذا الباب يوجد في صفحة [81] من هذا الجزء وهو الجزء الثاني، نفتح صفحة [81] فنجد رقم [314] باب صلاة الليل مثنى مثنى، ثم نجد بعده بحديث واحد: باب برقم [315] باب: [في رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل] .

إذاًَ: الآن حصلنا على عنوان الباب الذي نريده في سنن أبي داود، فكيف نحصل على الحديث، داخل الباب؟ نرجع إلى إحالة المحقق، فقد أحالنا إلى الباب رقم [316] ونحن الآن وجدنا أن رقم الباب [315] فالفرق يسير جداً؛ لكن ننظر كم رقم الحديث أيضاً، فنجد أنه أحالنا إلى الحديث رقم [3] في الباب.

إذاً: الحديث الأول في الباب برقم [1327] لا يعنينا، والحديث الثاني برقم [1328] لا يعنينا، والحديث الثالث برقم [1329] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد عن ثابت البناني عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: [ح] أي حوله، عن هذا الإسناد إلى إسناد آخر، فهذا هو الإسناد الذي أحالنا إليه المحقق، وأحالنا إليه المزي -أيضا-ً، في الموضع الثاني في التحفة، ثم قال: وحدثنا الحسن بن الصباح حدثنا يحي بن إسحاق أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبي قتادة: {أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليلة، فإذا هو بـ أبي بكر رضي الله عنه يصلي يخفض من صوته، قال: ومر بـ عمر بن الخطاب وهو يصلي رافعاً صوته} .

فهذا هو الحديث الذي نريد، وما على الباحث هنا بعد أن ينقل إحالة المزي بكاملها في ورقة، أن ينقل إحالة أبي داود بكاملها وبدقة أيضاً، فيقول وجدته في أبي داود تحقيق عزت عبيد الدعاس، الجزء الثاني، صفحة [80] كتاب الصلاة، باب [315] في (رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل) الحديث الثالث، ثم ينقل الحديث بإسناده ومتنه، فإن كان المتن طويلاً فإنه ينقل طرف المتن الذي يدل على بقيته، ويضع ثلاث نقاط بجوار بعضها تدل على أن هناك شيئاً محذوفاً من الحديث، وهكذا استطعنا أن نصل إلى الحديث في سنن أبي داود بواسطة التحفة وعرفنا - أيضاً- كيف نستفيد من الكشاف بهذه الطريقة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015