بسبب أدنى ملابسة تعرض له

وقد يلقب الإنسان بلقب لأدنى ملابسة تعرض له: ولعل من طريف ما ورد في ذلك: النحام , نعيم بن عبد الله النحام , نعيم النحام هذا إنما سمي بـ النحام؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إنني دخلت الجنة فسمعت نحمة نعيم} , والنحمة هي: النحنحة, ومن يومئذ سمي بـ نعيم النحام , فلا يعرف إلا بذلك فيقال: روى نعيم بن عبد الله النحام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال, وهذا لقبه هو وليس لقب لأبيه كما يُتَوَهَّم.

وأيضاً من طريق ما يروى في ذلك أن أهل التراجم والسير ذكروا في ترجمة مسدّد , أن هذا لقب له, وليس اسماً, وترجمه عدد من العلماء ممن ذكر قصة طريفة له, منهم: الإمام العجلي صاحب كتاب الثقات وغيره، يقول العجلي: إنه جاء إلى مسدّد هذا فجلس عنده يملي عليه الحديث, مسدّد يملي الحديث, والعجلي يكتب, قال: فكتبت عنه حديثاً كثيراً حتى ضجرت -مَلَّ من كثرة الكتابة- قال: فقال لي: يا أبا الحسين اكتب اكتب، فأمْلَى عليَّ بعدما ضجرت خمسين حديثاً, يمليها عليَّ بأسانيدها قال: ثم خرجت من عنده, فرجعت إليه مرة أخرى في الرحلة الثانية, فوجدت زحاماً على بابه شديداً, حتى لم أستطع الخلوص إليه قال: فقلت: قد أخذتُ حظي منك, قد أخذتُ حظي منك، يعني في المرة الأولى أخذت الحديث منك ما فيه الكفاية.

يقول العجلي: (سألني أبو نعيم ما اسم مسدّد؟ -يعني: نسبه, سألني عن نسبه, فقلت له: مسدّد بن مسرهد بن مسربل بن مستورِد أو مستورَد , والبخاري أضاف بعد ذلك مرعبل -أن هذا اسم جده مرعبل، يقول: فقال لي أبو نعيم: يا أحمد ما أرى هذه إلا رُقْية العقرب, ما أرى هذا اسم إنسان, ما أراها إلا رُقْية العقرب!) وذلك لما في اسمه من الغرابة, والعجمة, فكلها أسماء غريبة وإن كان اسمه الأول مسدّد عربي ومعناه معروف من التسديد وهو التوفيق, هذه الأسباب التي تجعل الإنسان يُلَقَّب بلقبٍ ما.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015