Q لقد ذكرت ما فعله أهل القاهرة من التضرع إلى الله عز وجل قبل حرب عين جالوت ضد التتر، ونحن في حالة مشابهة، في حالة تكالب أعداء الله علينا، ولكن الناس لم يتضرعوا ولم يتوجهوا إلى الله عز وجل، وبدءوا بمتابعة التفصيلات الدقيقة في وسائل الإعلام المختلفة ونسوا جانب الله تعالى إلا من رحم الله، رغم أنك ذكرت أن المسلمين قبل عين جالوت كانوا قد انغمسوا في النعيم مثلنا.
نرجو التوضيح أكثر.
صلى الله عليه وسلم الواقع أن وضع الناس فعلاً مؤسف، ونستطيع أن نقول باختصار شديد أنه لم يتغير شيء!! وكأننا لسنا في حالة حرب!! وربما أول ما صارت الأحداث تحركت نفوس الناس وزاد رواد المساجد، وأصبح المسجد الذي يصلي فيه صلاة الفجر -مثلاً- صف يصلي فيه صفان، معناه أن الناس ارتفعت معنوياتهم واهتموا، أما الآن فقد عاد كل شيء كما كان، وهذا في الواقع ينذر بخطر شديد، وإنني أدعو أئمة المساجد وطلبة العلم إلى أن يركزوا على هذا الموضوع ويتحدثوا عنه سواء في الأحاديث بعد العصر، أو قبل صلاة العشاء، أو في خطب الجمعة، أو في غيرها؛ ليشدوا الناس ويربطوهم بالله عز وجل، ويذكروهم بأن عذاب الله عز وجل واقع على كل من وجدت فيه الأسباب، كما أن اهتمام الناس بمتابعة تفصيلات الأخبار أحياناً اهتمامٌ بغير وعي، أنا لا أنكر أو أنهى عن متابعة الأخبار، بل من الطبيعي أن الإنسان يتابع؛ لكن بعض الناس كالمسعورين ينتقل من إذاعة إلى أخرى، وقد يسمع تحليلاً فيظنه خبراًَ، وهذا شوش نفوسهم وأوجد عندهم حالة من الرعب والفزع والذعر ما الله بها عليم.
إن المؤمن ينبغي أن يكون عنده اعتدال وإيمان وثقة وتوكل على الله، والمتابعة حينئذٍ تكون متابعة للمعرفة والوعي والإدراك، وليست متابعة حتى يستعد الإنسان كأنه يريد أن ينظر ويرى أقصى ما يستعد فيه أنه يجهز الأطعمة في بيته أو يحول العملة أو يسافر من بلده وما أشبه ذلك.